23بما أننا لم نسمع من رسولالله (ص) مباشرة، فلابد أن نعرف طريقنا إلى السنّة النبوية.
وهنا اختلفت مدرسة الصحابة عن مدرسة أهلالبيت والعترة عليهم أفضل الصلاة والسلام، فإن الصحابة انتخبوا طريقاً للوصول إلى السنّة، تضمنته كتبهم ومصادرهم الحديثية، ولهم رجالهم الخاصون بهم. كما هو أيضاً حال مدرسة أهلالبيت (عليهم السلام) ، وكل مدرسة لا تقبل في الأعم الأغلب رجال المدرسة الأخرى.
حتى أن كثيراً من رجال الحديث وهم من الشخصيات العلمية الكبيرة، سقطت عدالتهم، وسقطت وثاقتهم، وسقط الاعتماد عليهم بمجرد أنهم يتشيعون لأهلالبيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، أو بمجرد أنهم روافض بحسب اصطلاح أهل الجرح والتعديل في مدرسة الصحابة.
كما أنه وقع الاختلاف بين المدرستين في قبول الرواية، وفي خبر الواحد وشروطه، وفي الدوائر التي يقبل فيها الخبر الواحد، وفي التواتر وشروطه، وفي المستفيض. . .
ومن هنا لابدّ أن نتفق على المنهج العلمي الذي نتبعه، و أن الرواية إذا أردنا أن نستند إليها، لابد أن تكون مقبولة عند المدرستين معاً حتى ينطبق قوله (ص) :
«لا تجتمع أمتي على ضلالة» .
المحور الرابع:
ولعلّه يعدّ من أهم المحاور الأساسية، وسنتوفر عليه بشكل دقيق وعميق لاحقاً؛ وهو: ما هي الآلية وما هي الأدوات التي من خلالها نفهم السنّة؟