24وكيف نفسر السنّة؟ فلو افترضنا أننا اتفقنا على هذه السنّة، وعلى الطريق الموصل إليها، ولكن كيف نفسرها؟
فقد تعددت الاتجاهات في المدرستين، فعندما تأتي إلى مدرسة الصحابة أو مدرسة العترة تجد أن هناك فلاسفة، والفلاسفة لهم اتجاهات متعددة، وتجد أن هناك عرفاء وصوفية. . وأن هناك صراعاً حاداً بين السلفية وبين المتصوفة، وكلهم يدعي وصلاً بليلى، كلهم يريد أن يفهم المعارف الدينية، أنا لا أستطيع أن أشك في هؤلاء أو في هؤلاء. هؤلاء يريدون أن يفهموا الدين، هؤلاء لهم اجتهادهم، طبعاً عندما أقول هؤلاء لهم اجتهادهم، ليس مرادي بعض هؤلاء الجهلة الذين يأتون على الفضائيات، وإنما أتكلم عن العلماء، أتكلم عن المحققين، أتكلم عن الأعلام، وهؤلاء أيضاً لهم كتبهم ومصنفاتهم في هذا المجال، ولهم آراؤهم ونظرياتهم، وهي محترمة جميعاً إذا كانت قائمة على أسس علمية منهجية دقيقة.
إذن يوجد عندنا فلاسفة، ويوجد عندنا متصوفون، ويوجد عندنا متكلمون، وأنتم تعلمون الصراع القائم بين الأشاعرة وبين المعتزلة لمينته إلى يومنا هذا.
وعندما نأتي في الفقه توجد هناك مدرسة الرأي، وهناك مدرسة القياس.
وعندما نأتي إلى مدرسة أهلالبيت (عليهم السلام) ، نجد هناك الأخباري وهناك الأصولي، وهناك المحدث، وهناك الحكيم، وهناك العارف، ونحو ذلك.
أعلام هذه المدارس كلهم لهم غاية واحدة؛ وهي التعرف على أصول الدين ومعارفه، ولكن كل له منهجه الخاص، وأدواته الخاصة، وآليته الخاصة، ومنهجه المعرفي الخاص به للوصول للغاية المذكورة، ومن هنا تعددت عندنا