9وقد مدح سبحانه وتعالى فعل مؤمن آل فرعون حيث أخذ التقية ترساً ودرعاً في دفاعه عن نبي الله موسى (ع) .
قال سبحانه: وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَ إِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَ إِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ. 1
إلى هنا تبيّن أنّ التقية أمر مشروع جاء به الصادع بالحق في كتابه المنزل وأقرّ به عملاً في ما جرى على الصحابي عمّار بن ياسر في تعامله مع مشركي قريش.
وثانياً: لا أظنّ أن فقيهاً من فقهاء الشيعة عدّ التقية من أُصول الدين، فإنّ أُصول الدين عند الشيعة الإمامية ثلاثة، هي: التوحيد والنبوة، والمعاد.
وأمّا القول بالعدل والإمامة فهي من خصائص المذهب الّتي بها تتميّز الشيعة عن سائر الطوائف، فإنّ لكلّ طائفة ميزة خاصة تتميز بها عن غيرها. مثلاً إنّ المذهب الأشعري يتميّز بالقول برؤية الله يوم القيامة وأنّ القرآن غير مخلوق، وأنّ أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه حتّى أنّ الإمام الأشعري عندما انتقل من الاعتزال إلى مذهب أحمد بن حنبل قام في جامع البصرة وقال: أيّها الناس مَن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي. أنا فلان بن فلان كنت قلت: بخلق القرآن، وانّ الله لا يُرى بالأبصار، وأنّ أفعال الشر أنا أفعلها؛ وأنا تائب مقلع معتقد بالرد على المعتزلة وخرج بفضائحهم ومعائبهم. 2
وهذه كتب الشيعة في العقائد والأحكام لا ترى فيها من يعدّ التقية من الأُصول، بل التقية كسائر الأحكام العملية.
وهي من فروع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد أورد الشيخ الحرّ العاملي عامّة روايات التقية في هذا المقام، ومع ذلك كيف يمكن رمي الشيعة بأنّ التقية عندهم من الأُصول؟ !