21لعنالله على من حملنا على التقية.
* * *
قال: الفرق السابع: لا يفهم من التقية الشرعية أنّها من أجل إعزاز الدين، وإنّما يكون إعزاز الدين من خلال إظهاره على الملأ وعدم كتمانه. وأمّا التقية الشيعية فهي من أجل إعزاز دينهم، فدين الشيعة - كما يعتقدون - لا يعزّ إلاّ إذا كُتم.
يلاحظ عليه: إذا كان إعزاز الدين مبنياً على إظهاره على الملأ وعدم كتمانه مطلقاً، واجه الخطر أو لا فإذاً تصبح التقية المشروعة إذلالاً للدين وتضعيفاً له؟ أفيصحّ أن يقال: إنّه سبحانه وتعالى أذلّ بتشريع التقية دينه وأضعفه ولو في فترة خاصّة؟ ما هذا الكلام ياترى؟
لا شكّ أنّ الواجب أوّلاً وبالذات هو إظهار الدين وعدم كتمانه، وهذا ممّا لا شكّ فيه، ولكن لا محيص من السكوت عن إظهار الدين، والمماشاة مع المخالف، في ظروف خاصّة، ولكنّه قضية جزئية في مواقع خاصّة، لا يؤثر في إعزاز الدين.
وأخيراً: إنّ الكاتب قد خرج عن الأدب الإسلامي، ووصف الشيعة بالزندقة والكذب والنفاق.
ولو صحّ ما نقله عن إمامه ابن تيمية: «قد اتفق أهل العلم على أنّ الرافضة أكذب الطوائف» فما معنى قول الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب أنّ البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلوّ التشيع، أو كالتشيع بلا غلوّ ولا تحرف؛ فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والوَرَع والصدق. فلو رُدَّ حديثُ هؤلاء لذهب جملةٌ من الآثار النبوية؛ وهذه مفسدة بيِّنة. 1
ونحن نمرّ عليه مرور الكرام، ولا نقول فيه إلاّ قول ربنا: وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً. 2
وأدعه وسبّه مترنماً بقول القائل:
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني
فمضيت ثمتَ قلتُ لا يعنيني