25ارتكاب الفاحشة، إلاّ أنّ عصمته منعته عن ذلك، وبهذا استحق الثناء والمدح.
شبهتان ضئيلتان:
إنّ السيد محمود الآلوسي مع أنّه من الشرفاء أخذ يناقش دلالة الآية على عصمة أصحاب الكساء بوجهين ضعيفين لايليقان بساحته:
الأوّل: أنّ الآية لا تدلّ على عصمتهم، بل لها دلالة على عدمها. إذ لا يقال في حقّ مَن هو طاهر: إنّي أريد أن اُطهّرك، ضرورة امتناع تحصيل الحاصل، غاية ما في الباب أنّ كون هؤلاء الأشخاص (رضيالله تعالى عنهم) محفوظين من الرجس والذنوب بعد تعلّق الإرادة بإذهاب رجسهم، يثبت بالآية. 1
يلاحظ عليه:
أوّلاً: أنّ النبي (ص) من أصحاب الكساء والداخل تحت قوله تعالى: ( أَهْلَ الْبَيْتِ) ، فلازم ما ذكره من التفسير: أنّ النبي (ص) لم يكن متطهّراً من الرجس قبل هذه الآية وإنّما صار كذلك بعد نزولها، وهو خلاف ما اتّفق عليه المسلمون من عصمته بعد البعثة.
وثانياً: أنّ الإذهاب تارة يطلق ويراد به إذهاب الشيء بعد وجوده كما في قوله تعالى: ( وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) . 2واُخرى يطلق ويراد حسم أسباب الرجس وإذهاب المقتضي، لا رفعه بعد وجوده، ونعم ما ذكره الزمخشري حيث قال في تفسير الآية: إنّما يريد لئلاّ يقارف أهل بيت رسول الله المآثم وليتصونوا عنها بالتقوى. 3