26الثاني: لو تعلّقت إرادته التكوينية بعصمتهم، فيتحقّق عندها الفعل، فعندئذ فأي حاجة لدعاء النبي (ص) في حقّهم حيث روي أنّه قال: «اللّهم إنّ هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» ، إذ عندئذ يكون أشبه بحصول واجب الحصول. 1
يلاحظ عليه: بأنّ دعاء النبي (ص) إنّما هو للاستمرار، نظير قوله سبحانه: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) 2فإنّ معناه طلب استمرار الهداية من الله سبحانه، وهكذا دعاء النبي (ص) طلب استمرار الطهارة لأهل بيته في المستقبل أيضاً، إذ من المحتمل أن تتعلّق إرادته سبحانه بفترة خاصّة دون عامّة الفترات، فالنبي (ص) طلب من الله شمولها لعامّة الفترات.
يقول العلاّمة الطباطبائي في تفسير قوله سبحانه: ( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) . 3: إن تلك القوة القدسية التي استعصم بها يوسف (ع) كانت كأمر تدريجي يفيض عليه آناً بعد آن من جانب الله سبحانه، وليست بالأمر الدفعي المفروغ عنه، وإلاّ لانقطعت الحاجة إليه تعالى، ولذا عبّر عنه بقوله: ( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي) ولم يقل: «ولم تصرف عني» . 4
وحصيلة الكلام: أنّ الممكن في وجوده وبقائه قائم بالله سبحانه فهو في حدوثه رهن العلّة، وهكذا في بقائه؛ لأنّه في حدّ الذات لايملك شيئاً، فلذلك في كل آن رهن الأفاضة من الله سبحانه إليه، وهذا هو المصحّح لدعاء النبي (ص) لاستمرار تلك الإفاضة.
وأظن أن هذه الإشكالات كانت واضحة الجواب عند السيد الآلوسي،