36ولا كانوا معهم في القتال منصورين عليهم .
إلى أن قال : بخلاف من يكفّر عليّاً ويلعنه من الخوارج وممّن قاتله ولعنه من أصحاب معاوية وبني مروان وغيرهم ، فإنّ هؤلاء كانوا مقرِّين بالإسلام وشرائعه ، يقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة ، ويصومون رمضان ، ويحجّون البيت العتيق ، ويحرّمون ما حرّم اللّٰه ورسوله ، وليس فيهم كفر ظاهر ، بل شعائر الإسلام وشرائعه ظاهرة فيهم معظَّمة عندهم ، وهذا أمر يعرفه كلّ من عرف أحوال الإسلام .
وقال أيضاً : إذا اعتُبر الذين كانوا يبغضونه - يعني عليّاً عليه السلام - ويوالون عثمان ، والذين يبغضون عثمان ويحبّون عليّاً ، وُجد هؤلاء خيراً من اولئك من وجوه متعدّدة ، فالمنزّهون لعثمان القادحون في علي أعظم وأدين وأفضل من المنزّهين لعلي القادحين في عثمان كالزيديّة مثلاً ، فمعلوم أنّ الذين قاتلوه ولعنوه وذمّوه من الصحابة والتابعين وغيرهم هم أعلم وأدين من الذين يتولّونه ويلعنون عثمان .
وقال أيضاً : القادحون في عليّ طوائف متعدّدة ، وهم أفضل من القادحين في أبي بكر وعمر وعثمان ، والقادحون فيه أفضل من الغلاة فيه ، فإنّ الخوارج متّفقون على كفره ،