17وبهذا يتّضح فساد ما قيل من أنّ الشيعة الإماميّة قد افتروا على أهل البيت عليهم السلام الأحاديث ، ونسبوا إليهم ما لم يصدر عنهم ، لأنّ كلّ منصف بحث في كتب الشيعة ، ورأى مسلكهم في تمحيص الأحاديث ، يعلم بما لا يدع مجالاً للريب أنّهم لا يحتجّون إلّابما يرويه الثقات الأثبات المعروفون بالضبط والحفظ والإتقان ، الذين أقرَّ بوثاقة بعضهم علماء الجرح والتعديل من أهل السنّة ، ورووا أحاديثهم في صحاحهم وسائر مصنّفاتهم كأبان بن تغلب ، وثابت بن دينار (أبي حمزة الثمالي) ، وجابر بن يزيد الجعفي ، والحارث الهمداني ، وحمّاد بن عيسىٰ ، ومحمّد بن مسلم ، ومعروف بن خربوذ ، وسلمة بن كهيل ، وغيرهم ممّن هو على شاكلتهم 1 .
هذا مع أنّ علماء الإماميّة يطرحون كثيراً من الأحاديث المرويّة في كتبهم المعتبرة كالكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه إذا لم تستجمع شرائط الصحّة والاعتبار .