16بالنسبة للنساء فيما يتجاوز الحد المألوف للمرأة في التجمّل ليتمكّن الإنسان في نفسه من هذه الخصلة التي تشكّل حالة تظاهر للأنا،وحالة ترف تؤثر تأثيراً سلبياً على إرادة الإنسان وقدرته في مواجهة متاعب الطريق،إذا لم يعمل على تعديل هذه الخصلة،وتهذيبها،وإرجاعها إلى نصابها الممدوح الذي يُقرّه الإسلام ويأمر به.
سلطان الهوى والشهوات
و في الميقات يمرّ الإنسان بتصفية ثالثة،وهي تخليص الإنسان من سلطان الهوى والشهوات والغرائز،وهي مسألة في غاية الدقة في الإسلام،وقد قلنا تخليص الإنسان من سلطان الهوى والشهوات،ولم نقل من الهوى والشهوات،وبينهما فرق،وذلك لأنّ الإسلام لا يكافح الأهواء والشهوات في نفس الإنسان،وإنما يعتبرها ضرورة من ضرورات الحياة،ومن دونها تختل الحياة،وإنما الذي يكافحها الإسلام هو سلطان الهوى والشهوات على الإنسان وإرادته.
و ليس الأهواء والشهوات في حد ذاتها مصدر للانحراف،والسقوط في حياة الإنسان،وإنّما الانحراف والسقوط يأتي من ناحية سلطان الهوى على إرادة الإنسان،فإذا تمكّنت الأهواء والشهوات من الإنسان،وخضع الإنسان لها عند ذلك فقط،يتمكن الشيطان من الإنسان،ويتعرض للسقوط والانحراف،ولذلك فإنّ المنهج الإسلامي في التربية يعمل على ترويض الأهواء وتطويعها لإرادة الإنسان،وتمكين الإرادة منها،دون أن يكافحها ويحاربها ويستأصلها ويصادرها.
و(الصوم) نموذج واضح لهذا المنهج التربوي،و(الميقات) هو الآخر يقع في