15الميقات توجه إلى الحرم.
و إنّ أكثر ما يثير المتاعب في حياة الناس،ويعكّر العلاقة فيما بين الناس،هو التصادم والتخالف الذي يحدث بين الذوات والأنانيات،وعندما تذوب الذات عند الإنسان،وتنصهر،ويخلص الإنسان عن طغيان (الأنا) ينتهي شطر كبير من مشاكل الإنسان ولقاءاته السلبية مع الآخرين،وما يستتبعه من صدام،وتردي العلاقة،وحالة الإثرة،والأنانية،وحبّ الذات،فإذا خلصت حياته من سلطان الذات والأنا سلم الإنسان من هذه المشاكل والمتاعب التي تعج بها حياة الناس وتمكن من أن يضع حياته وعلاقاته الاجتماعية على أسس سليمة وأن يحكّم السلام في علاقاته مع الآخرين.
التجمّل والترف
و في الميقات يخلص الإنسان من خصلة أخرى من خصال (الأنا)،وهي خصلة ممدوحة لو كانت في الحدود المعقولة التي لا تستأثر باهتمام الإنسان كله،ولا تملك إرادة الإنسان،ولا تَحْكُمها فإذا تحولت هذا الخصلة إلى خصلة حاكمة على إرادته كانت صفة ذميمة للإنسان.
و تلك هي خصلة التجمّل،فهي خصلة ممدوحة،في الحدود التي تظهر على الإنسان نعم الله تعالى وفضله،فإذا تحوّلت إلى خصلة من خصال الذات،مهمتها إبراز الذات وإظهارها،لا إبراز نعم الله تعالى،كانت من البطر والرئاء،وتحولت إلى صفة ذميمة تسلبه القدرة على تحمّل الشظف،وسلوك طريق ذات الشوكة،والإسلام لا يكافح هذه الخصلة،وإنما يعدّلها ويهذّبها.
و في الميقات يدخل (الأنا) في هذه التصفية الإلهية،ويلزمه الإحرام بالتخلي في فترة الإحرام،من هذه الخصلة،ويحرّم عليه الطيب والتجمّل،حتى