5
[تمهيد]
رحلة إلى الله تعالى
قد كانت هذه الرحلة بدعوة من الله تعالى على لسان عبده وخليله إبراهيم(ع): (Bوَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ ) ؛وتتم الرحلة كلها في ضيافة الله.
فالحجاج وفد الله وضيوفه تعالى،لا شك في ذلك،والتلبية التي يرفعها الحجاج إلى الله تعالى في الميقات،إعلان لإجابة هذه الدعوة التي أعلنها إبراهيم(ع) من جانب الله لعباده،ولا تزال أجيال المؤمنين يُلَبّون هذه الدعوة جيلاً بعد جيل إلى اليوم،وإلى أن يأخذ الله الأرض ومن عليها.
و في هذه الرحلة بعد التلبية يدخل الحاج دورة تدريبية رمزية للتحرر من أهم عقبتين في الطريق إلى الله،وهما (الأنا) و(الهوى).
و يتم هذه المواجهة والتحرر الرمزيان من (الأنا) و (الهوى) في بداية الرحلة في محرمات الإحرام بعد التلبية،مباشرة،فإنّ تحريم المخيط من الأزياء للرجال،