37وبماذا يحقّ منع المسلمين من زيارة النبي (ص) بشدّ الرحال إليه لقصد زيارته، و التبرّك بقبره الشريف، و التوسل به إلى الله تعالى لمجرّد اعتقاد بعض المذاهب حرمة ذلك؟ استناداً إلى حديث: «لاتشدّ الرّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد. . .» . 1و ليس قبر النبي (ص) من جملة المساجد؟ !
مع أنّه لو صحّ الحديث سنداً و تمّ دلالةً، فهو قابل للتخصيص والمعارضة بما دلّ على الترغيب علىزيارة النبي (ص) حتى عدّفي بعض النصوص ترك زيارته جفاءً، و لاتقصر النصوص المرويّة من طرق أهلالبيت عن غيرها؛ فقد يقطع الفقيه بسبب سيرة المسلمين على الذهاب لزيارة النبي (ص) سيّما زيارة الحجاج له، وهذه السيرة بمرأى من عترة النبي (ص) وعلماء الأمّة باستحباب السفر لزيارته (ص) و تأكّد ذلك.
أو لا يكون حجر الأمّة عن فهم ما لايفهم البعض سدّاً لباب العلم بلاموجب، و استكباراً علىسائر المسلمين، و تطاولاً عليهم؟
ثمّ لنرجع إلى حكم المسألة الّتي لأجلها عقدنا الكلام وهي وظيفة المرأة في حجّها، و أنّه هل يشترط في وجوب الحج عليها أو جوازه وجود محرم لها يرافقها في سفرها؟ سيّما في هذه الأعصار الّتي سهل أمر السفر فيها و لايحتاج إلى مؤونة كثيرة، و لا تطول الأسفار البعيدة، و لاتحتاج المرأة في سفرها إلى من يركبها أو ينزلها من المراكب، و لاتأثير للمرافقين عادةً في دفع ما قد يتّفق من الأخطار، و الحوادث كسقوط الطائرة أو نحو ذلك.
قد اختلف علماءالمسلمين في ذلك، والمعروف بينهم وفيهم الإمامية عدم اشتراط وجوب الحج بالمحرم، و ذهب قليل منهم إلى الاشتراط.