281وفي هذا اليوم من السنة التاسعة للهجرة أرسل النبي (ص) علياً (ع) إلى مكة بالآيات الأولى من سورة البراءة، ليقرأها على كفّار مكة.
قال جبريل: «إن الله يقرئك السلام ويقول لك: لا يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك؛ فاستدعى رسول الله (ص) علياً (ع) . . . 1هذه الحادثة تشير إلى جملة من النقاط المهمة:
أولاً: الأهمية الخاصة لهذه الآيات الشريفة وما تتضمنه من إمهال الكفار والمشركين فترة أربعة أشهر، تبدأ من العاشر من ذي الحجة وتنتهي باليوم العاشر من شهر ربيع الأول للسنة العاشرة.
ثانياً: تبين الحادثة فضل أميرالمؤمنين (ع) ، وقد ورد في بعض النصوص كما في (مسند أحمد بن حنبل) : أنّ علياً (ع) قال: «يا رسول الله لست خطيباً، فقال النبي (ص) : لا محيص عن ذلك، فإما أن أذهب بها أو تذهب بها، فقال علي (ع) : إذا كان ولا بدّ فأنا أذهب بها، فقال له النبي (ص) : انطلق بها فإنّ الله يثبت لسانك ويهدي قلبك» . 2ثالثاً: مع أهمية العهود والمواثيق في الإسلام إلاّ أن الأمر الإلهي أعلن من خلال هذه الآيات إعلاناً عاماً أمام الناس كافة: وَأذَانٌ مّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجّ الأكْبَرِ أنّ اللهَ بَرِيَءٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ. . . . 3