279ومن خلال هذه النظرة السريعة لهذا الحدث الكبير في تاريخ الإسلام يمكن استقراء جملة من الدروس التربوية العظيمة التي جعلها النبي (ص) معالم للأجيال، يمكن الإشارة إلى أهمها وهي:
أولاً: اختيار علي (ع) لفاطمة (ها) - وإن كان من قبل السماء بقوله (ص) : «إنّ الله أمرني بأن أزوِّج فاطمة من علي» . 1- لكنه كان وفق ضوابط الإيمان وأهلية كل طرف للطرف الآخر، ويدلّل ذلك بوضوح على أهمية هذه الضوابط واعتبارها هي الأساس الذي يجب أن تبني عليه أركان الأسرة المسلمة وكيانها.
ولعلّ في الكلام الذي روي عن النبي (ص) : «يا فاطمة، أما إني ما آليت أن أنكحتك خير أهلي» . 2إشارة إلى لزوم انتخاب الأصلح.
ثانياً: السنن والدروس النبوية التي طبعت في معالم تشكيل هذه الأسرة المباركة من قلة المهر وإطعام الطعام وإقامة الفرح والسرور، وتوصية الطرفين أحدهما بالآخر، والبساطة في تجهيز أثاث البيت ومتطلباته.
عاش علي وفاطمة (ما) على أحسن حال، فلم يشتك علي من فاطمة طيلة حياته معها، وكذلك فاطمة، بل كان كل منهما للآخر نِعم العون على طاعة الله، وهناك كثير من النصوص تؤكّد هذه الحقيقة، فقد قال علي (ع) في بيان العلاقة بينهما: «فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى