275ومما ينبغي الإشارة إليه في هذا المجال، هو التركيز على الاستفادة المثلى من هذه المناسبات لما فيه خير الإسلام والمسلمين، ولا يتم ذلك إلاّ من خلال نشر الوعي والثقافة الإسلامية الصحيحة، والسعي لتمثل تلك التجارب الإسلامية الناجحة في واقعنا المعاصر، ولاسيما فيما يتعلق بذكريات الشخصيات الإسلامية الخالدة، من خلال جعلهم قدوات في حياتنا العملية، وتذكير الأمة بالقدرات العلمية والثقافية والنماذج الصالحة التي زخرت بها في كل العصور إلى يومنا هذا.
وفيما يتعلق بشهر ذي الحجة الحرام هو من الشهور المهمة العبادية التي جعل الله تعالى فيها مواقيت بغية تعميق العلاقة والارتباط به والتفرّغ له عمّا سواه، خصوصاً العشرة الأولى منه حيث جعلها الله تعالى موعداً للقائه والتقرب منه والزلفة إليه، وهي المراد بقوله تعالى:
وَاذْكُرُواْ اللهَ فِيَ أيّامٍ مّعْدُودَاتٍ. 1وهي العشرة التي أتم بها موسى (ع) ميقاته مع ربه.
و في هذا الشهرتوجد مجموعة من المناسبات المهمة، فاليوم الأول منه كان مناسبة زواج الإمام علي (ع) من فاطمة الزهراء (ها) ، واليوم الثالث منه كان تبليغ سورة البراءة من قبل الإمام علي (ع) ، وكذلك كان وصول النبي (ص) مكة لأداء حجة الوداع، وفي اليوم السابع منه كانت شهادة الإمام الباقر (ع) ، وفي اليوم الثامن منه كان خروج الإمام الحسين (ع) من مكة إلى العراق، وفي التاسع منه هو يوم عرفة، اليوم الذي دعا الله تعالى عباده فيه إلى طاعته وعبادته، وبسط لهم موائد إحسانه وجوده، وكذلك يوم شهادة مسلم بن عقيل، والعاشر منه جعله الله عيداً لجميع المسلمين، وفي اليوم الثامن عشر منه أتم الله النعمة على المسلمين بتنصيب الإمام علي (ع) من قبل