20إنّ التبرّك ليس إلاّ توسّلاً إلى الله تعالى بذلك المتبرّك به، سواء أكان أثراً أو مكاناً أو شخصاً.
أمّا الأعيان فلاعتقاد فضلها وقربها من الله سبحانه وتعالى مع اعتقاد عجزها عن جلب خير أو دفع شر إلاّ بإذن الله.
وأمّا الآثار فلأنّها منسوبة إلى تلك الأعيان فهي مشرّفة بشرفها ومكرّمة ومعظّمة ومحبوبة لأجلها.
وأمّا الأمكنة فلا فضل لها لذاتها من حيث هي أمكنة، وإنّما لما يحلّ فيها ويقع من خير وبرّ، كالصلاة والصيام وجميع أنواع العبادات ممّا يقوم به عباد الله الصالحون، إذ تتنزّل فيها الرحمات وتحضرها الملائكة وتُغشِّيها السكينة، وهذه هي البركة الّتي تطلب من الله في الأماكن المقصودة لذلك.
وهذه البركة تطلب بالتعرض لها في أماكنها، بالتوجّه إلى الله تعالى ودعائه واستغفاره، وتذكر ما وقع في تلك الأماكن من حوادث عظيمة ومناسبات كريمة تحرّك النفوس وتبعث فيها الهمّة والنشاط للتشبّه بأهلها أهل الفلاح والصلاح. 1إذا عرفت ذلك فلنذكر النصوص الدالّة على جواز التبرّك بين الأُمم السالفة، والأُمّة الإسلاميّة.