45يكتسبها الصائم في صيام شهر رمضان تكفيه لسنة واحدة، وأما التعبئة النفسية التي يكتسبها الإنسان في الحج، فإنّها تكفيه لرحلة العمر كلّه، إذا حافظ عليها صاحبها، وحرص عليها.
و فيما يلي أذكر نصين نجدهما في المصادر الروائية المعتبرة في قيمة كلّ من هاتين الضيافتين، من دون تعليق:
قيمة الضيافة الرمضانية:
ذكرنا قبل قليل شطراً من رواية الصدوق عن الإمام الرضا (ع) عن آبائه (عليهم السلام) عن أميرالمؤمنين (ع) عن رسولالله (ص) في فضل شهر رمضان، وها نحن نذكر شطراً آخر من الرواية؛ والرواية طويلة نذكر منها قدر الحاجة.
«شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشقي من حرم من غفران الله في هذا الشهر العظيم» .
قيمة الضيافة فى الحج
ورد في فضل الحج أحاديث كثيرة عن رسولالله (ص) لايسعنا أن نذكرها جميعاً أو نذكر شطراً مناسباً منها، وإنّما نقتصر على رواية واحدة عن رسولالله (ص) أوردها ثقة الإسلام الكليني في الكافي، والشيخ الصدوق في ثواب الأعمال:
عن الصادق (ع) : «لما أفاض رسولالله9 تلقاه أعرابي في الأبطح، فقال: يا رسول الله! إنّي خرجت أريد الحج - فعاقني عائق - وأنا رجل كثير المال، فمرني أصنع في مالي ما أبلغ ما بلغ الحاج. فالتفت رسولالله9 إلى أبي قبيس، فقال: لو أنّ أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء، أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاج» . 1و الحج الذي فات هذا الرجل حج مندوب بالتأكيد؛ لأنّ الفريضة الواجبة لايمكن تعويضها بالإنفاق. . . ولا شك أنّ الحج الواجب أعظم منزلة وقيمة، ومع ذلك يقول له رسول الله (ص) : «لو أنّ أبا قبيس. . .» وناهيك بذلك في قيمة الحج وفضله!
المكاسب الخمسة فى الحج
إنّ أعظم ما يكسبه الحاج في الحج (التقوى) و (الكدح) و (البذل) و (الذكر) و (الحضور في منازل رحمة الله الزمانية والمكانية) وهي الأجنحة الخمسة التي يعرج بها العبد من الأنا والهوى إلى الله، وهو المعراج الأعظم في حياة الإنسان في الدنيا؛ ففي إحرام العمرة والحج يكفّ المعتمر والحاج نفسه عن طائفة من محرمات الإحرام طيلة فترة الإحرام، في إحرام العمرة والحج، ومن أهمّها محرمات الغريزة الجنسية (التي تعود إلى عامل