21لقد منح هذا الدعاء الحكماء الإسلاميين المتألهين، برهان الصديقين وعلّمهم إياه، ودفع العرفاء لشهوده، وحذّر العباد وأتعظ السالكين، حتّى يضعوا أقدامهم في الوادي الأيمن، ويطأوا الطريق لبلوغ عين الهدف، فإنّ الوصول إلى الله من الله، يعني نيل المقصود من المقصد.
حضور إمام الزمان (ع) فى الحج
يحضر بقية الله الحجة بن الحسن (ع) كل عام مراسم الحج، لاسيما في عرفات ومنى، وفي هذا يقول الإمام الصادق (ع) : «يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه» 1، ويقول النائب الخاص لإمام الزمان (ع) ، محمد بن عثمان العمري؛ : «والله إنّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه» . 2إنّ الكثير ممّن ترى على يديه وتلمّذ يكون حاضراً في الموسم، ويطلعون بعنايته الخاصّة على ملكوت الأفراد.
الأمر الجدير بالذكر هنا، أنّه ليس المقصود أنّ حلّ مشكلات الحجاج، أو أيّ عمل خارق للعادة، وكرامة تقع في أيام الحج وفي أرض منى وعرفات، فلابد أن تكون لليد المباركة لإمام الزمان (ع) دور مباشر فيها، فقد يتيه عجوز أو غريب عن منزله أو يظلّ بلا زاد ولا راحلة وسط الطريق، فيعينه ويرشده وليّ من الأولياء الإلهيين الذين تربوا في مدرسة ولايته (ع) .
إنّ التشرف والحضور المباشر في المحضر النوراني لإمام الزمان - أرواحنافداه - يحتاج لخواص ولياقات لازمة، من هنا لا يوفق إلاّ الأوحدي من الموحدين كي يحضر إليه الوجود المبارك للحجة (ع) ، نعم عنايته (ع) شاملة للأولياء والصالحين والشهداء الذين ربّاهم، وهم يقومون بحلّ مشكلات الآخرين بأمر منه (ع) .
الوقوف فى المشعرالحرام
يجب على الحاج - بأمر من الله تعالى - أن يخرج بعد غروب الشمس في التاسع من ذيالحجة من أرض عرفات، ويتجه نحو المشعرالحرام، قال سبحانه: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَ اذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَ إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ 3، ويقضي ليلة هناك.
إنّ الوقوف في المشعر من أركان الحج كالوقوف بعرفات تماماً، وهنا يشتغل الحجاج في بعض هذا الليل بجمع الجمار لرمي الجمرات بها فيما بعد.