85إذا كان خط المسعى سارياً إلى سائر الجوانب.
فإنه لو كانت الزيادة في المسجد حاصلة في خصوص جانب المسعى من المسجد أمكن قصور الجواب عن إفادة حدّ المسجد عن سائر الجوانب.
و لكن الزيادة - كما سبق - كانت حادثة في غير هذا الجانب، فإذا لميكن مقدار الخطّ في جانب المسعى هو المقدار في سائر الجانب، فكيف يصحّ الجواب عن السؤال عن الزيادات بدخولها في المسجد و حدّه، لكون حدّ المسجد في جانب المسعى هو المسعى، فإنّه إذا جاز كون الحدّ في الجهات الأخرى أقصر من الحدّ في جهة المسعى فلا تعيّن له، و معه فيجوز كون الزيادات خارجاً عن حدّ المسجد.
ثمّ إذا كان المراد من أنّ النّاس كانوا يحجون من المسجد إلىالصفا هو أنّهم كانوا يطوفون إلى هذا الحدّ، فدلالة الخبر على كون المسجد في جوانبه بمقدار طول المسعى أوضح.
و لكن يحتمل كون المراد من حج النّاس هو قصدهم، و دخولهم من المسجد إلى الصّفا، كناية عن عدم وجود فاصل بين المسجد و بين الصّفا.
و لعلّ هذا الاحتمال هو المتعيّن، فإنّه لميعهد سعة المسجد بحسب الوضع الخارجي و كثرة الحجيج في العصور السابقة بمقدار يستوعب الطائفون بالبيت ما بين الكعبة المشرفة و الصفا.
و قال العلاّمة المجلسي ذيل صحيح الحسين بن نعيم: ظاهر هذا الخبر ان المسجد كان في زمانهما (ع) أوسع منه الآن بحيث كان المسعى داخلاً فيه؛ فكانوا يحجّون أي يقصدون من نفس المسجد إلى الصفا، إذ كان المسعى