69
ج- نسأل الله تعالى النعم الجليلة و الكبرى
كما نسأل الله تعالى كل شيء، نسأله النعم الجليلة و الكبرى، و لانستكثر نعمةً مهما جلّت و عظمت أن نسألها من الله، إن كان ذلك في الإمكان، فلا يعظم شيء على الله، و لا يعجز الله تعالى شيء، و لا ينقص من خزانته، مهما كان عطاؤه جليلاً و عظيماً.
و كما ينبغي أن لانخجل من الله تعالى أن نطلب منه صغائر الأمور، من نحو علف الدابة، و شسع النعل، و ملح العجين، كذلك ينبغي أن لانستكثر على الله تعالى أن نسأله النعم العظيمة الجليلة، مهما عظمت و جلّت.
روي عن ربيعة بن كعب قال: قال لي ذات يوم رسول الله (ص) : «ياربيعة، خدمتني سبع سنين، أفلاتسألني حاجة؟ فقلت: يا رسول الله، أمهلني حتى أفكّر، فلمّا أصبحت و دخلت عليه قال لي: يا ربيعة، هات حاجتك، فقلت: تسأل الله أن يدخلني معك الجنة، فقال لي: من علّمك هذا؟ فقلت: يا رسولالله، ما علّمني أحد، لكني فكّرت في نفسي وقلت: إن سألته مالاً كان إلى نفاد، وإن سألته عمراً طويلاً و أولاداً، كان عاقبتهم الموت، قال ربيعة: فنكس رأسه ساعة، ثمّ قال (ص) : أفعل ذلك، فأعنّي بكثرة السجود؛ قال: و سمعته يقول (ص) : ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك، فالتزموا عليّ بن أبيطالب (ع)» . 1. . . الخبر بتمامه. 2د- الدعاء للمؤمنين
و ممّا ينبغي من الدعاء يوم عرفة الدعاء للمؤمنين؛ و قد ورد في ذلك تأكيد كثير في النصوص الإسلامية، و أنّ الله تعالى يرزق العبد بالدعاء