45الكثير من العصاة حولها، فالزائر الذي لايلتفت إلى سرّ الطواف، قد يرتكب في تلك الحال معصيةً، كما قال الإمام الصادق (ع) : «إن امرأة كانت تطوف و خلفها رجل، فأخرجت ذراعها، فنال بيده حتى وضعها على ذراعها، فأثبت الله يده في ذراعها حتى قطع الطواف و أرسل إلى الأمير و اجتمع النّاس، و أرسل إلى الفقهاء فجعلوا يقولون: اقطع يده، فهو الذي جنى الجناية، فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسولالله (ص) ؟ فقالوا: نعم، علي بن الحسين (ع) قدم الليلة، فأرسل إليه فدعاه، و قال: أنظر ما لقيا ذان، فاستقبل القبلة و رفع يده، و مكث طويلاً يدعو، ثمّ جاء إليهما حتّى خلّص يده من يدها، فقال الأمير: ألا نعاقبه بما صنع؟ فقال: لا» . 1ففي هذا المورد الخاصّ رغم أن فقهاءالجمهور حكموا بقطع اليد إلاّ أنّ الرجل و المرأة فتحت أيديهما و نال الرجل العاصي شفاعة الإمام زينالعابدين فنجى من الحدّ.
إنّ تفاوت مراتب الطائفين يمكنه أن يكون مصداقاً لهذا الكلام النيّر للإمام الصادق (ع) في ذيل الآية الشريفة: ( فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ ) 2حيث يقول (ع) : «الظالم يحوم حوم نفسه، و المقتصد يحوم حوم قلبه، و السابق يحوم حوم ربّه عزّوجلّ» . 3لأنّ دين أيّ إنسان، ينظمه له ربّه و يشرّعه، فمن يكون إلهه هواه فسيكون نبيّه رسول هذا الهوى و جنته و ناره صنائع لهذا الهوى أيضاً؛ و ما قاله رسولالله (ص) : «يأتي على النّاس زمان، بطونهم آلهتهم، و نساؤهم قبلتهم، و دنانيرهم دينهم» 4، ناظر إلى هذا الأمر، حيث لا يمكن أنيكون