19الاستلام؟
و ما ذكرناه نماذج ممّا ثبت فيها ترك النبي (ص) أمراً مندوباً ولكن المسلمون قد مارسوه.
و أظن - و ظنّ الألمعي صواب - إن وراء الكواليس شيئاً، و أن الغاية من تلك الأحودثة الّتي هي بدعة في عالم الفتوى، أمران:
1. إدعاء أن الاحتفال بمولد النبي (ص) بدعة، بحجة أنّه (ص) لم يحتفل بذلك، و لا الصحابة بعده؛ مع أنا قد أثبتنا أن الاحتفال مؤيد بالكتاب و السنة و إجماع المسلمين عبر قرون، و أن الاحتفال من مظاهر الحبّ و المودّة للرسول الكريم (ص) ، كما أن في ذلك إعلاءاًلذكره (ص) ، انطلاقاً من قوله سبحانه: ( وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ) . 1إلى غير ذلك من الأدلة الّتي سقناها على استحباب الاحتفال، بما أن له أصلاً قرآنياً و حديثياً.
2. إمحاء آثار الرسالة الّتي بقيت بعد هدم كثير منها بمعول الجهل بأحكام الإسلام و سننه، فقد هدموا كثيراً من قبور أئمة أهل البيت (ع) و صحابة الرسول (ص) ، كما دمروا الآثار الباقية من عهد الصحابة، كبيت مضيّف النبي (ص) ، وبعض المساجد التي صلى فيها النبي (ص) أو صحابته و أنصاره.
و من الواضح أنّ لهدم الآثار و المعالم التاريخية الإسلامية - لا سيّما في مهد الإسلام، مكةو المدينة - نتائج و مضاءفات كبيرة و خطيرة على الأجيال اللاحقة، التي سوف تأتي و لاتجد أثراً لوقائع التاريخ الإسلامي، و