89وفي أسماء من كتب للنبي (ص) علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، كانا يكتبان الوحي، فإن غابا كتبه أبي بن كعب وزيد بن ثابت. (10)
أبيّ جامعاً للقرآن
وكان في حفظه القرآن وترتيله وفهم آياته من المتفوقين، قال له رسولالله (ص) : يا أبي بن كعب، إني أمرت أن أعرض عليك القرآن. . . وأبي يعلم أن رسول الله (ص) إنما يتلقى أوامره من الوحي؛ هنالك سأل الرسول الكريم في نشوة غامرة: يا رسولالله! بأبي أنت وأمي، وهل ذكرت لك باسمي؟ . . . فأجاب الرسول (ص) «نعم، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى» . . . كما قال الرسول (ص) : «أقرأ أمتي أبَيّ. .» .
قام أبي بن كعب بجمع القرآن الكريم في حياة النبي (ص) وعرض على النبي (ص) وحفظ منه علماً مباركاً.
قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله (ص) أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن مالك، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي.
وروى الطبراني وابن عساكر عن الشعبي، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله (ص) ستة من الأنصار: أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد، وأبو زيد. . .
قال محمّد بن سيرين: إن عثمان بن عفان جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن.
وعده ابن النديم في فهرسته من الذين جمعوا القرآن على عهد النبي (ص) فقال ما صورته: الجمّاع للقرآن على عهد النبي (ص) ، وعدّ جماعة ثم قال: أبي بن كعب وساق نسبه. .
أبيّ قارئاً
منّ الله تعالى عليه بحفظه للقرآن الكريم، وبصوت طيب، ومنهج في القراءة متميز وقد اشتهر به، وأعجب به من حوله، حتى عد من أعظم قرّاء القرآن، وفي الطبقة الأولى من صحابة النبي الأكرم (ص) ، وقد وفق لأن يكون كما قال عنه رسول الله (ص) :
«أقرأ أمتي أبَيّ» .
عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) ، قال لأُبي بن كعب: إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، قال: الله سمّاني لك؟ قال: نعم سماك لي، قال: فجعل أُبي يبكي. وفي رواية: فذرفت عيناه.
وفي رواية قال أُبي في نشوة غامرة: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، آلله سمَّاني لك؟ فقال الرسول: «نعم» ، فجعل أبي2 يبكي من شدة الفرح. (11)
عن أنس قال: قال رسول الله (ص) : أقرأ أمتي أبي.
وجاءت الرواية عن أبي عبد الله الصادق (ع) : نحن نقرأ بقراءة أُبي بن كعب.
وفي خصوص المتعة. . . قال القرطبي: قال الجمهور المراد نكاح المتعة، الذي كان في صدر الإسلام، وقرأ ابن عباس، وأبي، وابن جبير: «فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن» . وقال ابن كثير في تفسيره: وكان ابن عباس وأبي بن كعب، وسعيد بن جبير، والسدي، يقرأون: «فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة» . (12)