62من الناحية الغربية وهو الزقاق الصاعد إلى جبل أبي قبيس، ومن الناحية الشرقية يوجد زقاق غير نافذ يؤدي إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم وما بعده .
عند تنفيذ التوسعة السعودية ببناء المسعى عام 1376ه، تم تحديد خط رابط على استقامة واحدة بين المشعرين بما أضاف حوالي تسعة أمتار من جهة الشرق ناحية الصفا وعندما رأى بعض العلماء اجتهاداً عدم جواز السعي في المساحة المضافة تم وضع حاجز خشبي بعد تنفيذ المشروع عام 1376ه- و 1377ه، إلا أنه قد تمت إزالة الحاجز وإجازة السعي في تلك المنطقة بناءاً على قرار اللجنة المشكلة من عدد من العلماء .
الاجتماع مع المشايخ والمعمرين من كبار السن من سكان منطقة المسعى في مقر المعهد بالعزيزية .
ثانياً: وثقت شهادة الشهود بالمحكمة العامة بمكة المكرمة لدى القاضي الشيخ عبد الله بن ناصر الصبيحي، وصدر بها صك شرعي برقم /158 /44 11 تاريخ 25 /12/ 1427ه- جاء فيه:
«في يوم الأحد الموافق 24 12/ / 1427ه، حسب تقويم أم القرى حضر عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور أسامة بن فضل البار وأحضر معه فوزان بن سلطان بن راجح العبدلي الشريف حامل البطاقة رقم 100164066 وهو من مواليد عام 1349ه، فقرر قائلاً: إنني أذكر أن جبل المروة يمتد شمالاً متصلاً بجبل قعيقعان وأما من الجهة الشرقية فلا أتذكر، وأما موضوع الصفا فإنني أتوقف، كما حضر الدكتور عويد بن عياد بن عايد الكحيلي المطرفي حامل دفتر العائلة رقم 1001787769 وهو من مواليد عام 1353ه، وقرر قائلاً: إن جبل المروة كان يمتد شرقاً من موضعه الحالي بما لا يقل عن ثمانية وثلاثين متراً، وأمّا الصفا فإنّه يمتدّ شرقاً بأكثر من ذلك بكثير، كما حضر (فضيلة كبير سدنة البيت الشيخ) عبد العزيز بن عبدالله بن عبدالقادر شيبي حامل البطاقة رقم 1007139940 وهو من مواليد عام 1349ه، فقرر قائلاً : إن جبل المروة يمتد شرقاً وغرباً وشمالاً ولا أتذكر تحديد ذلك بالمتر، وأما الصفا فإنه يمتد شرقاً بمسافة طويلة حتى يقرب من القشاشية بما لا يزيد عن خمسين متراً.
كما حضر حسني بن صالح بن محمد سابق حامل البطاقة رقم 1004080568 وهو من مواليد عام 1357ه، وقرر قائلاً : إن جبل المروة يمتد غرباً ويمتد شرقاً بما لا يقل عن اثنين وثلاثين متراً . وكنا نشاهد البيوت على الجبل ولما أزيلت البيوت ظهر الجبل وتم تكسيره في المشروع، وأما جبل الصفا فإنه يمتد من جهة الشرق بأكثر من خمسة وثلاثين أو أربعين متراً . كما حضر ( مدير جامعة الملك عبد العزيز السابق معالي الأستاذ الدكتور) محمد بن عمر بن عبدالله زبير حامل البطاقة رقم 1050640554 وهو من مواليد عام 1351ه، وقرر قائلاً:
إن المروة لا علم لي بها، وأما الصفا فالذي كنت أشاهده أن الذي يسعى كان ينزل من الصفا ويدخل في برحة عن يمينه ، وهذه البرحة يعتبرونها من شارع القشاشية ثم يعود إلى امتداد المسعى بما يدل على أن المسعى في تلك الأماكن أوسع.
كما حضر ( الدكتور ) درويش بن صديق بن درويش جستنية حامل البطاقة رقم 1019559580 وهو من مواليد عام 1357ه، فقرر قائلاً: إن بيتنا سابقاً كان في الجهة الشرقية من نهاية السعي في المروة وكان يقع على الصخور المرتفعة التي هي جزء من جبل المروة ، وقد أزيل جزء كبير من هذا الجبل بما في ذلك المنطقة التي كان عليها بيتنا وذلك أثناء التوسعة التي تمت في عام 1375ه- ، وهذا يعني امتداد جبل المروة شرقاً في حدود من خمسة وثلاثين إلى أربعين متراً، شرق المسعى الحالي، وأما الصفا فإنها كانت منطقة جبلية امتداداً متصلاً بجبل أبي قبيس ويعتبر جزءاً منه وكنت أصعد من منطقة السعي في الصفا إلى منطقة أجياد خلف الجبل.
كما حضر محمد بن حسين بن محمد سعيد جستنية حامل البطاقة رقم 1001770203 وهو من مواليد عام 1361ه- ، وقرر قائلاً: إن جبل المروة كان يمتد من الجهة الشرقية والظاهر أنه يمتد إلى المدعى، وأما جبل الصفا فإنه يمتد شرقاً أيضاً أكثر من امتداد جبل المروة، فأمرت بتنظيم صك بذلك، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . حرر في 24 / 12 / 1427ه.
القاضي عبد الله بن ناصر الصبيحي
القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة
تحليل المعلومات السابقة
في ضوء السابق من الحقائق اللغوية، والطبيعية، والتاريخية، ونصوص الفقهاء، وشهادة الثقات من كبار السن من السادة أهل مكة المكرمة يتبين الآتي:
أن عرض جبلي الصفا والمروة في أصلهما الطبيعي أكبر مما هو ظاهر على وجه الأرض، وأن امتدادهما في القاعدة أكبر بكثير مما هو على وجه الأرض خصوصاً وقد طالت قممهما وجوانبهما الظاهرة الكثير من التكسير والتشذيب والتسوية مع سطح الأرض .
1- أن عرض المسعى لم يحدد نصاً ، ولم يتعرض له الفقهاء، ومن حدده من المؤرخين، أو الفقهاء نزر يسير جداً يعدون على أصابع اليد، وقد عبر عن هذه الحقيقة العلامة شمس الدين الرملي، إذ يقول: «ولم أر في كلامهم ضبط عرض المسعى، وسكوتهم عنه لعدم الاحتياج إليه، فإن الواجب استيعاب المسافة بين الصفا والمروة كل مرة» 1، فلزم أن يكون مناط الحكم في تحديد العرض هو مدلول كلمة (جبل الصفا) و (جبل المروة) بكامل المدلول اللغوي لهذين الاسمين .