53
توسعة المسعى دراسة فقهية تاريخية بيئية جيولوجية
أ. د . عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان
بعد أن بادرت مجلة «ميقات الحج» لنشر أوائل الدراسات الفقهية حول مشروع توسعة المسعى، أسهم فيها بعض الفقهاء وأساتذة الحوزة العلمية المحترمين، على رأسهم سماحة آية الله العلامة الشيخ جعفر السبحاني، فشارك المجلة هذه المرّة في هذا البحث بمساهمة مشكورة من سماحة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبوسليمان، الذي اعتنى بالدراسات التي نشرت في المجلة، واستفاد من إفادات العلامة السبحاني، فإلى القارئ الكريم نقدم هذه الدراسة الشيّقة.
التحرير
الصفا والمروة في اللغة والتفسير
جاء شرح كلمة (الصفا) في كتب اللغة لدى العلامة مرتضى الزبيدي:
«الصفا: من مشاعر مكة المكرمة شرفها الله تعالى جبل صغير بلخف جبل أبي قبيس ومنه قوله تعالى: إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ ، وابتنيت على متنه داراً فيحاء، أي واسعة، وبها ختم المصنف كتابه هذا» 1.
«المروة (بهاء): جبل بمكة المكرمة يذكر مع الصفا، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز: إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ ، قال الأصمعي: سمي لكون حجارته براقة». 2
ذكر الإمام القرطبي فيما يخص الصفا والمروة قوله:
«أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس، وهو هنا جبل بمكة المكرمة معروف، وكذلك المروة جبل أيضاً» 3.
ذكر العلامة الفقيه المؤرخ القاضي تقي الدين الفاسي أن:
«الصفا الذي هو مبدأ السعي وهو في أصل جبل أبي قبيس على ما ذكره غير واحد من العلماء، ومنهم أبو عبيد البكري، والنووي، وهو موضع مرتفع من جبل له درج، وفيه ثلاثة عقود، والدرج من أعلى العقود، وأسفلها، والدرج الذي يصعد من الأولى إلى الثانية منهن بثلاث درجات وسطها، وتحت العقود درجة، وتحتها فرشة كبيرة، ويليها ثلاث درجات، ثم فرشة مثل الفرشة السابقة تتصل بالأرض، وربما أهيل التراب عليها فغيب...». 4
يذكر العلامة الفقيه فضيلة الشيخ عبدالفتاح بن حسين راوه المكي وهو من علماء مكة المكرمة المعاصرين (1424ه- )، وعلى معرفة كبيرة بأحيائها وجبالها، في التعريف بهذين الجبلين: جبل الصفا، وجبل المروة قائلاً:
«الصفا: طرف سفح جبل أبي قبيس. . .