114وبعد هذا كان ختام كلامه عن كسوة الكعبة.
كسوة الكعبة
أثناء فريضة الحج وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفة، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة، واستبدالها بالثوب الجديد استعداداً لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.
وقبل هذا الوقت وفي منتصف شهر ذي القعدة تقريباً، يتسلم كبير السدنة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشيبي في حفل سنوي الثوب الجديد من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بقاعة المناسبات الرئيسية في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بضاحية أم الجود بمكة . وبعد إحضار الثوب الجديد تبدأ عقب صلاة العصر مراسم تغيير الكسوة حيث يقوم المشاركون في عملية استبدال الكسوة عبر سلّم كهربائي بتثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربع على التوالي فوق الثوب القديم.
وتثبت القطع في عرى معدنية خاصة (47 عروة) مثبتة في سطح الكعبة، ليتم فك حبال الثوب القديم ليقع تحت الثوب الجديد نظراً لكراهية ترك واجهات الكعبة مكشوفة بلا ساتر.
ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تشبيك قطع الثوب جانباً مع الآخر، إضافة إلى تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة (16 قطعة جميع أطوالها نحو 27 متراً) و6 قطع تحت الحزام، وقطعة مكتوب عليها عبارات تؤرخ إهداء خادم الحرمين الشريفين لثوب الكعبة وسنة الصنع، ومن ثم تثبت 4 قطع صمدية (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ) توضع على الأركان، و11 قطعة على شكل قناديل مكتوب عليها آيات قرآنية توضع بين أضلاع الكعبة الأربعة.
هذا وأن آخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة وهي أصعب مراحل عملية تغير الكسوة، وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو مترين من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) والمعروفة بعملية إحرام الكعبة . ويرفع ثوب الكعبة لكي لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بقطع الثوب بالأمواس والمقصات الحادة للحصول على قطع صغيرة طلباً للبركة والذكرى.
ويتم تسليم الثوب القديم بجميع متعلقاته للحكومة السعودية التي تتولى عملية تقسيمه كقطع صغيرة وفق اعتبارات معينة لتقديمه كإهداء لكبار الضيوف والمسؤولين وعدد من المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية في الخارج.
ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلو جراماً من الحرير الطبيعي و150 كيلو جراماً من سلك الذهب والفضة، ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 متراً مربعاً، ويتكون من 47 لفة، طول الواحدة 14 متراً وبعرض 95 سنتيمتراً . ويكلف الثوب الواحد نحو 17 مليون ريال سعودي.
ويعود إنشاء المصنع إلى بداية شهر محرم عام 1357 ه- بجوار البيت العتيق ليكون أول مصنع لكسوة الكعبة..
ولمزيد المعلومات حول الكعبة انظر المراجع التالية:
- مجمع البيان، للشيخ الطبرسي
- تفسير الميزان، للسيد الطباطبائي
- التفسير الأمثل، للشيخ المكارم
- في ظلال القرآن، لسيد قطب
- أسباب النزول، للواحدي
- تاريخ الرسل والملوك، للطبري.
- مرآة الحرمين، إبراهيم رفعت.
- بدائع الزهور في وقائع الدهور .
- أخبار مكة، للأزرقي
- إعلام الأعلام ببناء المسجد الحرام، للقطبي.
شؤون الحرمين الشريفين في العهد العثماني، عبد اللطيف هريدي.