16جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس وجعل الحج موسماً للعبادة وفرصة للقاء بين المسلمين من كل صقع وصوب ليتعارفوا ويطلعوا على أحوال بعضهم بعضاً وهذا ما يشير إليه سبحانه بقوله: لِيَشْهَدُوا مَنٰافِعَ لَهُمْ وأيمنفعة بعد العبادة أكبر من أن يلتقي الأخوة فيالله في مكان واحد بعيداً عن جميع الاعتبارات الشخصية والاجتماعية والحواجز القومية والاقليمية والعرقية تغمرهم مشاعر المحبة والمودة وتجمعهم روح الأخوة الصادقة الصافية.
وأيمسألة أهم من أن يتعرف المسلمون على الأخطار والمشاكل المحدقة بهم ويتدارسوا حلولها المناسبة ويعملوا معاً بيد واحدة وعزيمة صارمة.
وانطلاقاً من هذا المبدأ قمنا بإلقاء كلمة حول الاتحاد الوطني والانسجام الإسلاميشرحنا فيها ما للاتحاد والوحدة من المنافع وما للفرقة والاختلاف من المضار وأتينا بدلائل على التلاحم الموجود بين السنة والشيعة في الأزمنة السابقة.
الحديث عن الاتحاد والوحدة لايحتاج إلى برهنة واستدلال، فكلّ إنسان - وإن كان يتمتع بمعلومات محدودة حول القضايا الاجتماعية - يعرف أن تلاحم أمّةٍ ما وتضامنها سبب للكثير من الفوائد والخيرات، كما أنّه يعلم أنّ الاختلاف والانشطار لا ينتجان سوى الإخفاقات المتزايدة.