15وحكمة ذلك أن نصفه الأخير نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة؛ فتكررت فيه على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم، بخلاف النصف الأول وما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذلّتهم وضعفهم.
وهذا ما ذكره صاحب الإتقان عن العماني.
3 - أو فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة.
4 - أو فيها قصة آدم وإبليس ما عدا البقرة.
5 - وكل سورة تفتح بحروف التهجي كما عن الجعبري مثل: الم، الر، حم، سوى البقرة وآل عمران «وهما الزهراوان» والرعد.
فكل سورة فيها ضابطة أو أكثر من هذه الضوابط فهي سورة مكية.
وأما ما امتازت به السور المكية فهو:
الدعوة إلى التوحيد وعبادة الله ، وذكر القيامة والجنة والنار، ومجادلة المشركين. وفضح أعمال المشركين من سَفْك دماء، وأكل أموال اليتامى ، ووأد البنات. وقوة الألفاظ مع قصر الفواصل وإيجاز العبارة.
والإكثار من عرض قصص الأنبياء وتكذيب أقوامهم لهم للعبرة، والزجر، وتسلية للرسول(ص).
فقد أخرج البيهقي في الدلائل وبسنده:
كل شيء نزل من القرآن فيه ذكر الأمم والقرون فإنما نزل بمكة...
قال الجعبري: أو فيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة فهي مكية، وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية.
مختصر ضوابط السورة المدنية
وضوابط السور المدنية هي:
كل سورة فيها فريضة أو حد أو فيها ذكر المنافقين، أو فيها مجادلة أهل الكتاب.
فكل سورة تتوفر على ضابطة من الضوابط المذكورة أو أكثر فهي مدنية
ومميزات السور المدنية هي:
بيان كل من العبادات والمعاملات والحدود والجهاد والسلم والحرب، ونظام الأسرة وقواعد الحكم ووسائل التشريع.
وتكملةً لما ذكرنا عن البيهقي في الدلائل : ... وما كان من الفرائض والسنن فإنما نزل بالمدينة . وهكذا قال الجعبري : كل سورة فيها فريضة أو حدّ فهي مدنية .
ومخاطبة أهل الكتاب ودعوتهم إلى الإسلام، والكشف عن سلوك المنافقين وبيان خطرهم على الدين.
وأخيراً طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرّر قواعد التشريع وأهدافه ومراميه.
أما السيد الشهيد الصدر فبعد أن لخّص ما ذكروه من الخصائص الأسلوبية والموضوعية للقسم المكي:
قصر الآيات والسور وإيجازها وتجانسها الصوتي.
الدعوة إلى أصول الإيمان بالله والوحي وعالم الغيب واليوم الآخر وتصوير الجنة والنار.
الدعوة للتمسّك بالأخلاق الكريمة والاستقامة على الخير.
مجادلة المشركين وتسفيه أحلامهم.
استعمال السورة لكلمة يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ ، وعدم استعمالها لكلمة: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...