19بأخلاق إسلامية وآداب قرآنية بعيدة عن التعصب والعنصرية وطالما كان يقول:
دعوها فإنها نتنة دعوها فإنها نتنة. .
سمع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أبا ذر حدثان إسلامه يقول لابن عمه: يا بن الأمة، فقال له صلى الله عليه و آله: «ما ذهبت عنك جاهليتك بعد» .
وقال صلى الله عليه و آله: له في قضية مشابهة: «إنك امرؤ فيك جاهلية» .
وعودهم التعامل الطيب مع أعدائهم والرحمة بأسرائهم، فقد مرّ بلال بامرأتين يهوديتين أسيرتين على قتلى من اليهود، وما أن رأت إحداهما جثث القتلى حتى صاحت وصكّت وجهها وحثت التراب على رأسها. فقال رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله له حين ورده خبر ما فعله: انزعت منك الرحمة يا بلال؟ ! حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما 1! !
إنها أمثلة كثيرة، اخترت ما يحضرني منها، تنبع من تعاليم الإسلام وأحكامه وتكاليفه وكلها رحمة للعالمين ونجاة لهم من سيئات الدنيا وعذاب الآخرة، وهدفها حياة خالدة:
«. . اسْتَجِيبُوا لِلّٰهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذٰا دَعٰاكُمْ لِمٰا يُحْيِيكُمْ. .» 2.
الحج نموذجاً حياً
ونكتفي هنا بنموذج واحد من تلك التكاليف وبما يتناسب مع منهج مجلتنا هذه التي احتلت مكانة مرموقة في عالم المكتبة العلمية والمعرفية والثقافية، وراحت تؤدي دورها في بيان أعظم الفرائض الإسلامية تربية وتهذيباً وبناء للروح الإيمانية والنفس الإنسانية والآداب والأخلاق. . . إنّها فريضة الحج، الدعوة الربانية العظيمة، والنداء السماوي الخالد، والمؤتمر الإسلامي الكبير،