154على تجربة دقيقة وممارسة طويلة ابتداء من ائتمانها له أن يتاجر في مالها ثم اقترانها به ومعاشرته فترةً تبلغ خمس عشرة سنة.
وشهادة من علي عليه السلام هي الأخرى من لسان أقرب شخص لازمه حياته المباركة، يتعلم منه ويأخذ عنه ويتربى بين يديه منذ نعومة أظفاره. .
وعن ابن عباس رضي اللّٰه عنه قال: لما نزلت:
« وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اْلأَقْرَبِينَ» 1،
خرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حتى صعد الصفا، فهتف «يا صباحاه» ، فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال:
«أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟» قالوا:
ما جربنا عليكَ كذباً، قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» ، قال أبو لهب:
تباً لك ما جمعتنا إلا لهذا ثم قام، فنزلت:
« تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» 2.
ففي قولهم: ما جربنا عليك كذباً دليل واضح على اتصافه صلى الله عليه و آله بالصدق التام قبل الرسالة بشهادة أعدائه الذين وقفوا في وجه دعوة السماء على يديه المباركتين.
إنها شهادة منالمؤمنين بدعوته صلى الله عليه و آله وهيشهادة حق وصدق أقرّ بها وبحقيقتها من لم يتبعوا الرسول صلى الله عليه و آله ويؤمنوا بدعوته؛ فقد صدرت من مجموع المشركين ومثلها صدرت من أفرادهم، وقد قالها أبو سفيان وهو مشرك عند هرقل ملك الروم الذي وجّه إليه عدة أسئلة تتعلق بأحوال الرسول صلى الله عليه و آله من بينها قول هرقل:
«فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟» قلت: لا، ثم قال هرقل في آخر القصة لأبي سفيان:
«وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا،