151وعلى هذا فما دامت تلك الحرب دفاعاً عن انتهاك حرمة الأشهر الحرم فلا بأس في اشتراكه صلى الله عليه و آله فيها.
وقد أقرّ اللّٰه ذلك في قوله تعالى:
« إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّٰه اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّٰه يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» 1.
3 - وضع الحجر الأسود:
قام صلى الله عليه و آله بوضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة حين بناء قريش لها بعد ما اختلفت بطونها في ذلك، حيث كانت كل قبيلة تريد أن تنفرد بمزية وضع الحجر الأسود في مكانه، وكادوا أن يقتتلوا لولا مجيء رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وحكمه فيهم حكماً يرضي كل الأطراف المتنازعة على ذلك.
عن عبد اللّٰه بن السائب قال: كنت فيمن بنى البيت وأخذت حجراً فسوّيته ووضعته إلى جنب البيت. . وأن قريشاً اختلفوا في الحجر حيث أرادوا أن يضعوه حتى كاد أن يكون بينهم قتال بالسيوف فقال: اجعلوا بينكم أوّل رجل يدخل من الباب، فدخل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فقالوا: هذا الأمين وكانوا يسمّونه في الجاهلية الأمين، فقالوا: يا محمد! قد رضينا بك، فدعا بثوب فبسطه ووضع الحجر فيه ثم قال لهذا البطن، ولهذا البطن، غير أنّه سمى بطوناً: «ليأخذ كل بطن منكم بناحية من الثوب» ، ففعلوا ثم رفعوه وأخذه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فوضعه بيده 2.
وما قام به صلى الله عليه و آله يدل على مدى فطانته ورجاحة عقله؛ حيث حلّ المشكلة بسهولة ويُسر بعدما كادت أن تؤدي إلى إسالة الدماء والحرب، كما أنّه يدل على