80البحث ، حيث لا يختصّ الأمر بلغةٍ دون أخرىٰ ، بل يتمسّك بإطلاقات دليل تحريم الجدال للشمول لمطلق اللغات .
المبحث الخامس : شرطية«لا»و«بلى»في الصيغتين
هل يتحقّق الجدال بقول:«واللّٰه»، دون إضافة :«لا»أو«بلىٰ»أو استبدالها بغيرها مثل ما فعلت ، أم لابدّ من إضافة إحدى اللفظتين؟
أ - أمّا إذا بنينا على القول بأنّ المراد بالجدال مطلق المنازعة والخصومة ، فلا إشكال في عدم أخذ هذه القيود كما تقدّم ، وإنّما تحمل برمّتها على المثالية .
ب - وأمّا إذا قلنا بأنّ المراد به المنازعة المقرونة بهذا اللفظ أو الموقوفيّة علىٰ هذا اللفظ ، فقد يقال بعدم كفاية«واللّٰه»، انطلاقاً من الاقتصار علىٰ مفاد الدليل ، سيّما وأن النصوص بصدد بيانه ، فيكون غيره مورداً للبراءة 1.
وفي مقابل هذا القول ، قد يتمسّك بوجوه :
أوّلاً : صحيحة أبي بصير(الرواية السابعة)؛ حيث إنّ تعليلها نفي الجدال في صورة قول أحد الطرفين لصاحبه :«واللّٰه لا تعمله»، بغير فقدان جزء من الصيغة ، دليل واضح علىٰ أنّه لولا إرادة الإكرام لثبت الجدال بمطلق«واللّٰه»، وإلّا لعلّل الأمر بفقدان الصيغة بشكلها التام 2.
لكن هذا الكلام أورد عليه:
أ - بأنّه يمكن أن يكون في هذا الفرض مانعان : أحدهما عدم توفّر الصيغة بصورةٍ صحيحة ، وثانيهما صورة الإكرام ، فأراد الإمام عليه السلام بيان أحد المانعين؛ لكفايته في هذا المورد ، وليس من الواجب بيان الخلل الثاني الموجود في الصورة المفروضة 3.
ب - إن الصحيحة ليست في مقام بيان الحلف بأيّ صيغة ، وإنّما هي في مقام بيان نفي البأس عن الحلف التكريمي ، فلا يصحّ التمسّك بإطلاقها من تلك الجهة .