37المقام اليوم» 1.
وحاصل الكلام : كان المعروف في عصر صدور الروايات ، أنّ المقام كان ملصقاً بالبيت ، وكان ذلك سبباً لتوهم جواز الإتيان بالصلاة بين البيت والمقام ، وجعله أمامه لا خلفه ، وعند ذلك يكون الموضوع«كون الصلاة عند المقام»أي حوله . وهو يصدق على الصلاة خلفه أو أحد جانبيه .
والحاصل : كما أنّ للآيات شأنَ نزول ، كذلك للروايات أيضاً سبب صدور ، وبالرجوع إليه يرتفع الإبهام عن وجوبها .
وعلىٰ ضوء ذلك ، يمكن أن يقال: إنّ سبب التركيز علىٰ وقوع الصلاة خلف المقام لا لأجل اعتبار الخلفيّة في مقابل اليمين واليسار ، بل التركيز لأجل نفي التقدّم ، ولذلك أمر الإمام أن يجعل المقام إماماً ، أيلا يتقدّم عليه .
فيكون الموضوع حسب الآية والروايات«الصلاة عند المقام ولديه»سواء كان خلف المقام أو اليمين أو اليسار ، لكن بشرط عدم التقدّم عليه .
وأمّا علىٰ مختار الأصحاب من التركيز علىٰ شرطية الخلف وعدم كفاية الصلاة في أحد الجانبين فالموضوع عندهم مركب من أمرين :
1 . كون الصلاة خلف المقام .
2 . كون الصلاة عند المقام .
وعلىٰ ذلك لو صدق كون الصلاة خلف المقام ولم يصدق كونها عنده ، فلا يكفي ذلك كما إذا صلّىٰ خلف المقام لكن بعيداً عنه .
كما أنّه لو صلّىٰ عند المقام دون خلفه ، فلا يكفي كما إذا صلّىٰ في أحد الجانبين :
اليمين واليسار .
نعم ورد في خبر أبي بلال المكّي ، قال : رأيت أبا عبداللّٰه عليه السلام طاف بالبيت ثمّ صلىٰ فيما بين الباب والحجر الأسود ركعتين ، فقلت له : ما رأيت أحداً منكم صلّىٰ في