161
صفحات من تاريخ المدينة المنورة
محسن أسدي
احتلّت مكة والمدينة مكانةً مقدسة في قلوب المسلمين وضمائرهم ، واهتماماً كبيراً عندهم وعند غيرهم ، لما لهاتين المدينتين من موقعٍ كبير في تاريخ الدعوة الإسلامية ، فعلى ساحتيهما دارت أكثر أحداثها منذ نشوئها ، وإلى يومنا هذا مازالت آثارها وثمارها قائمة ؛ فظهور الدين الإسلامي وترعرعه وانتشاره منهما إلى بلدان العالم الأخرى جعل الأنظار تتوجه إليهما بحثاً ودراسة ، إضافةً إلى مايترتب على تتبّع تاريخهما و العناية بهما وبشؤونهما - حفظاً - وعمراناً من أجرٍ لصاحبه وثواب عظيمين .
ولأن مكة تضم الكعبة ، وهي بيت اللّٰه الحرام قبلة المسلمين في كل فرض أو مستحب ودعاء ، والمدينة المنورة التي تضم مرقد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله خلق منهما حرمان مباركان يقصدهما الحجاج ، والمعتمرون ، والزوار ، والباحثون ، من كل أقطار الدنيا .
من هنا ، جاءت كتابات وبحوث تاريخية ، وميدانية ، وجغرافية ، واجتماعية ، واقتصادية ، وتقصٍّ لهما ولأحوالهما في عمق التاريخ من أولى اهتمامات الباحثين