268دخله كان آمناً ، وأن أهلها آمنون على مدى التاريخ 1 ، وقد أخذت هذه المعاني المختلفة لأسماء مكة من المعجم العربي ، باعتبار أن أسماء مكة المختلفة أسماء عربية وبخاصة مكة و بكة ، وبقية الأسماء هي صفات أو ألقاب لمكة المكرمة .
وقد اعتقد بعض الدارسين أن الاسمين : مكة وبكة يعودان - من الناحية اللغوية - إلى أصول بابلية 2 أو عربية جنوبية 3 ، أو إلى أصول آرامية 4 ، وفي هذا البحث محاولة لتأصيل الاسمين : مكة و بكة تأصيلاً عربيّاً وساميّاً من خلال العودة إلى مجموعة من المعاجم العربية والسامية للتعرف على الدلالات المختلفة لهذين الاسمين ، والتأكد من الجذور العربية والسامية التي من الممكن أن يكون الاسمان مشتقين منها ، وتحديد المعاني المعطاة لهذه الجذور ، والاستقرار على أنسب الدلالات مع إعطاء النظائر السامية للجذور العربية ، والابتعاد عن تحديد لغة سامية بعينها لكي تكون أصلاً أو مصدراً لأسماء مكة ، انطلاقاً من القاعدة التي رسمها علماء المعاجم العربية والسامية فيما يتعلق بمسألة التأصيل السامي للألفاظ ، وهذه القاعدة تؤكد على تجنب تحديد لغة سامية بعينها لكي تكون أصلاً لجذر بعينه؛ لصعوبة الوصول إلى هذه النتيجة ، والاكتفاء بتحديد ما يسمى بالنظائر السامية للجذور والألفاظ العربية .
وهناك ملاحظة أخرى جديرة بالإشارة وهي أن اللغة العربية احتفظت ببعض من أقدم الظواهر اللغوية ، وبأكمل الأبجديات السامية ، وتميزت باستمرارها في التاريخ ، وعدم انقطاعها بخلاف بقية اللغات السامية التي لم تكتب لها هذه الاستمرارية .