255وأما المضحكات: فغافل بمغفول عنه ، وطالب دنياه والموت يطلبه ، وضاحك ملء لا يدري ضحكه رضى اللّٰه عزوجل أم سخط . 1
وفي الغارات أنه مرّ علي بن أبي طالب عليه السلام على بغلة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وسلمان في ملأ، فقال سلمان : ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه ، فواللّٰه الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لايخبركم سر نبيّكم أحد غيره، وإنه لعالم الأرض وربانيّها ، وإليه تسكن ، ولو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم الناس 2.
وفي البحار أن سلمان قام وقال : يا معاشر المسلمين! نشدتكم باللّٰه وبحق رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، ألستم تشهدون أن النبي صلى الله عليه و آله قال : سلمان منّا أهل البيت؟ فقالوا : بلي واللّٰه نشهد بذلك ، قال : فأنا أشهد بأني سمعت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول : علي إمام المتقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وهو الأمير من بعدي 3 .
ولما حضر سلمان ونزل به الموت بكى ، فقيل له : ما يُبكيك؟ قال : أما واللّٰه ما أبكي جزعاً من الموت ولاحرصاً على الرجعة ، ولكن إنّما أبكي لأمر عهده إلينا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أخشى أن لانكون حفظنا وصيّة نبينا صلى الله عليه و آله ، إنّه قال لنا :
ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب 4.
وكتب أبو الدرداء إلى سلمان من الشام : أقدم يا أخي إلى بيت المقدس، فلعلك تموت فيه ، فكتب إليه سلمان : أما بعد ،
فإن الأرض لا تقدس أحدا، و إنما يقدس كل إنسان عمله ، و السلام 5.
وقال جرير بن عبداللّٰه : انتهيت مرة إلى ظلّ شجرة وتحتها رجل نائم قد استظل بنطع له ، وقد جاوزت الشمس النطع فسوّيته عليه ، ثم إن الرجل استيقظ،