116موضعه في الجاهليّة وفي عهد النبي صلى الله عليه و آله وأبي بكر وعمر، إلّا أن السيل ذهب به في خلافة عمر فجعل في وجه الكعبة حتى قدم عمر فردّه بمحضر من الناس .
وذكر الأزرقي ما يوافق قول ابن أبي مليكة في موضع المقام عن عمرو بن دينار وسفيان بن عيينة .
وروى الفاكهي عن عمرو بن دينار وسفيان بن عيينة مثل ما حكاه عنهما الأزرقي بالمعنى 1 .
أقول: ما ذكره الفاسي من عدم الخلاف في كون موضع المقام فعلاً هو موضعه في عهد الخليل عليه السلام ينافي ما ذهب إليه جملة من أهل السنّة والشيعة إلى خلاف ذلك.
13- ومن النصوص المصرّحة بأن عمر هو الذي نقل المقام من موقعه الأصلي، ما رواه عبدالرّزاق عن ابن جريج، حدثني عطاء وغيره من أصحابنا قالوا : إن عمر أوّل من رفع المقام فوضعه موضعه الآن وإنما كان في قبل الكعبة 2 .
وقد صحّح ابن حجر هذه الرواية كما نقلناه ضمن كلامه .
14- ومن جملة النصوص رواية عبدالرزّاق الأخرى عن مجاهد قال : أوّل من أخّر المقام إلى وضعه الآن عمر بن الخطّاب 3 .
وقد صحّحها أيضاً ابن حجر كما نقلناه في كلامه .
15- ومن جملة النصوص رواية عبدالرزّاق عن معمر عن حميد عن مجاهد :
كان المقام إلى جنب البيت وكانوا يخافون عليه غلبة السيول وكانوا يطوفون خلفه فقال عمر للمطلب بن أبي وداعة السهمي : هل تدري أين كان موضعه الأوّل؟ قال : نعم قدّرت ما بينه وبين الحجر الأسود وما بينه وبين الباب وما بينه وبين زمزم وما بينه وبين الركن عند الحجر ، قال : فأين مقداره؟ قال : عندي؛ قال : تأتي بمقداره فجاء بمقداره فوضعه موضعه الآن 4 .