112الحَجَر الأسود .
والقياس في مذهب العامّة كان يقتضي قلع الحجر الأسود من موضعه وبنائه في موضع آخر كما حوّل عمر المقام .
ثم إنّه بالغض عن أن الاعتبار يساعد على كون المقام بمعنى الصخرة ملاصقاً للبيت وأنه موضعه الأصلي حيث كانت البيوت مبنيّة حول الكعبة ولم يكن المسجد على وضعه الفعلي ولا كان للمسجد حائط وجدار بل كانت الكعبة محاطة ببيوت الناس ودورهم، هناك شواهد تاريخية مضافاً إلى نصوص من طرق أهل السنّة تدلّل على كون المقام في عصر النبي صلى الله عليه و آله ملاصقاً للبيت ، بالغض عن ما تقدم في عدّة من روايات الشيعة وفيها المعتبرة كمعتبرة زرارة وغيره .
1- منها : ما رواه في شفاء الغرام قال : ونقل المحبّ الطبري في القرى عن مالك في المدوّنة أنه قال : كان المقام في عهد إبراهيم عليه السلام في مكانه اليوم وكان أهل الجاهلية ألصقوه بالبيت خيفة السيل، فكان كذلك في عهد النبي صلى الله عليه و آله وعهد أبي بكر فلما ولّى عمر ردّه بعد أن قاس موضعه بخيوط قديمة قيس بها حين أخّروه 1 .
أقول : نحن وإن لم نرتض أن المقام في عهد الخليل عليه السلام كان في موضعه الفعلي؛ لما ثبت في النصوص أن موضعه في عهد الخليل كان لصق البيت، ولم نرتض أن موضعه في الجاهلية كان لصق البيت - لما ثبت في النصوص أن موضعه الجاهلي هو موضعه الفعلي،
ولكن هذا النّص من المدونة يوافق ما اخترناه من أن المقام في حياة النبي صلى الله عليه و آله إلى وفاته وبعده إلى زمان خلافة عمر كان لصق البيت، وإنما حوّله عمر خلافاً لما كان المقام عليه في عهد النبي صلى الله عليه و آله .
غاية الأمر أنا نقول : إن كون المقام في عهد النبي صلى الله عليه و آله بلصق البيت كان بفعله صلى الله عليه و آله