34للإحرام ، ولكن الأقوال اختلفت تبعاً لاختلاف الروايات عند الفرق الإسلامية حول الكيفية التي يتحقق بها فرض الحج أو عقد الإحرام الذي به يتحقق إلزام الإنسان المكلف نفسه بأداء فريضة الحج .
فبعض ذهب إلى كفاية النية في تحققه ، فيما ذهب الآخرون إلى عدم كفاية النية ولا بد لها من الاقتران بالتلبية أوالإشعار أوالتقليد .
والتلبية هي من لبى يلبي تلبية وهو مأخوذ من لب بالمكان يلب لباً ، وألب إذا أقام به ولزمه . ولبيك تعني لزوماً لطاعتك لزوماً بعد لزوم وإجابة بعد إجابة ، وقيل معناه : اتجاهي إليك وقصدي وإقبالي على أمرك أو محبتي لك أو إخلاصي لك . وهو مصدر مثنى اللب ، و ثني على معنى التأكيد . ولبى بالحج تلبية أيقال في الحج :
«لبيك اللّهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك» .
إن الفرض يختص بالنسبة إلى ما فرضه اللّٰه تعالى فقط ، بخلاف الوجوب فإنه أعم ، يقال : وجوب عقلي ، ولا يقال : فريضة عقلية .
وهي تلبيات أربع ، ولها صيغ أربع ، نكتفي بما ذكرناه أعلاه ، وهي تتضمن معاني عظيمة وجليلة؛ ولهذا كان لها تأثير كبير على الملبين في هذه الفريضة المباركة .
ومعنى الإشعار هو أن يقوم الشخص من الجانب الأيسر من الهدي ، وهو البدنة أيالناقة ، ويشق سنامها من الجانب الأيمن ويلطخ صفحتها بدمها . وعند الحنابلة -دون بقية المذاهب الاُخرىٰ -لا يختص بالإبل ، وإنما يشمل البقر .
وأما التقليد ، فهو أن تعلق في رقبة الهدي نعلاً خلقاً ، أيبالياً ، قد صليت فيه أو خيطاً أو سيراً أو غيرها ليعلم أنه هدي . والتقليد مشترك بين الأنعام الثلاثة 1 .
فالقرطبي في تفسير الآية يقول : أيألزمه نفسه بالشروع فيه بالنية قصداً باطناً ، وبالإحرام فعلاً ظاهراً ، وبالتلبية نطقاً مسموعاً ، قاله ابن حبيب وأبو حنيفة في التلبية . ثم يقول : وليست التلبية عند الشافعي من أركان الحج . حيث ينقل قول