265مكة ، وفي إحدى هذه الأسفار يعطي شرحاً عن المدينة المنورة . (83 - 84) . وقد كان فترة إقامته في المدينة يومين ، ولهذا السبب كانت المعلومات التي يقدمها نزيرة جداً ، ويقول في سبب ذلك : إن الوقت كان ضيقاً فكنت مضطراً إلى مغادرة المدينة لإدراك الحج 1 . وهناك يشير إلى مسائل الحج ومكة .
وعلى العموم ، أغنى فصل في رحلة ناصر خسرو ، هو الفصل الذي يُعطي فيه معلومات عن الحرمين الشريفين .
الزمخشري وجزيرة العرب
أبوالقاسم محمود بن عمر الزمخشري ، مفسر معتزلي وأديب خوارزم المعروف (538ه ) ، كان مشهوراً بتفسير القرآن الكريم ، وكتابه «الكشاف» له شهرة كبيرة في العالم الإسلامي ، مضافاً إلى أنه ممن يشار إليه في العربية واللغة .
ويشتهر الزمخشري بجار اللّٰه ؛ لإقامته بمكة المكرمة مدّةً طويلة ، وقد كانت لديه صداقة مع شريف مكة أبي الحسن عليّ بن عيسى بن حمزة بن سليمان الحسني ، وكانت ثمار هذه الصداقة تأليف كتاب في الجغرافيا بترتيب ألفبائي على غرار كتاب معجم ما استعجم للبكري ، بعنوان : الجبال والأمكنة والمياه .
وحيث إنّه كتب ذلك في مكة فقد قدّم تصنيفه ذلك إلى شريف مكة ، وقد استفاد من معلومات الشريف كشواهد على ما أورده في الكتاب ، وعمدة ما فيه حول الأمكنة وجبال جزيرة العرب .
والمدخل الأول لهذا الكتاب هو أبوقبيس الذي قال فيه الزمخشري :
«الجبل المُشرف على الصفا ، يسمى برجل من مذحج كان يكنى بأبي قبيس ، لأنه أوّل من بنى فيه ، وكان يسمّى في الجاهلية الأمين ، لأنّ الركن مستودع فيه عام الطوفان ، وهو الأخشبين» 2 .
وقال في ذيل عنوان الجعرانة :
«الجعرانة هكذا بسكون العين وخفة الراء ، آبار مقتربة ، منها أحرم