50من الرجال والنساء، خَدموا الإسلام، وبذلوا النَفْسَ والنفيس في سبيل نشره وإقراره، وأنّ على المسلمين أن يحترموهم، ويثمنّوا خدماتهم، ويترضّوا عليهم.
إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ جميعهم عدولٌ بصورة مطلَقة، وأنّهم فوق أن تُعرض بعضُ مواقفهم وأعمالهم على محكّ النقد، ذلك لأنّهم بشرٌ يخطئ ويُصيب، وقد ذكر التاريخ أنّ بعضَهم شذّ عن الطريق حتى في عهد رسولِ اللّٰه صلى الله عليه و آله، بل وصرّح القرآن الكريم بذلك في بعض سوره وآياته مثل سورة المنافقين والأحزاب والحجرات والتحريم والفتح ومحمّد والتوبة.
فلا يعني النقدُ النزيهُ لمواقف بعضهم كفراً، لأنَّ ملاكَ الإيمان والكفر واضح، ومحورَهما بيّن وهو إثبات أو نفي التوحيد والرسالة، والضروريِ والبديهيِ من أمر الدين، كوجوب الصلاة والصوم والحج وحرمة الخمر والميسر وما شابه ذلك.
نعم، يجب صيانة اللسان عن السَبّ والشتم وحفظ القلم عن الإسفاف، فليس ذلك من شأن المسلم المهذَّب، المتأسي بسيرة خاتم النبيين محمّد صلى الله عليه و آله، ومع ذلك فاِن أكثر الصحابة صالِحُون مُصْلِحُون جَدِيرون بالاحترام، قمينُون بالإكرام.
على أن إخضاعهم لقواعد الجرح والتعديل إنّما هو للوقوف على السنّة النبوّية الصحيحة الموثوق بهامع العلم بتكاثر الكذب والافتراء على رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله بعده - كما يعلم الجميع، وقد أخبر النبيّ صلى الله عليه و آله نفسه بوقوعه - وهوماحدى بعلماء من الفريقين كالسيوطي وابن الجوزي وغيرهما إلى