234قبر النبي صلى الله عليه و آله وكان بعض الحجّاج يكتبون عن الطرق التي سلكوها والمدن والمنازل التي نزلوا فيها، أو الأحداث التي شاهدوها لكي ينتفع بها الآخرون ويهتدوا.
قيمة أدب الرحلات وفائدته
أدب الرحلات هو النثر الأدبي الذي يتّخذ من الرحلة موضوعاً. وبمعنىٰ آخر: عندما تكتب الرحلة بشكل أدبي نثري متميّز وفي قالب لغة خاصّة، ومن خلال تصوّر فنّي له ملامحه وسماته المستقلّة، فإنّ فنّ الكتابة هذا يعدّ واحداً من الفنون الأدبيّة.
وتصوّر كتب الرحلات الحقيقة حيناً، فيما ترتفع إلىٰ عالم الخيال أو التصوّرات المختلقة حيناً آخر، إلّاأنّ الغالب منها ما يلتزم الحقيقة المجرّدة، بل إنّ مساحة الخيال في أدب الرحلات قليلة جدّاً، لأنّه يعتمد في الأساس على الواقع من ناس، وآثار، وأماكن، ومعلومات، وطعام، وشراب، وأزياء، وأخلاق وغير ذلك، ممّا يسمح للكاتب بإطلاق خياله أحياناً في التغيير والتعديل أو وصف الأشياء بما ليست عليه، ممّا يدفعه للابتعاد عن الحقيقة بعض الشيء وإن اقترب - غالباً - من الواقع.
وتضمّ كتب الرحلات كثيراً من المعلومات والمعارف الجغرافيّة والاجتماعيّة والتاريخيّة والاقتصاديّة في أزمنة مختلفة، وهي - من هنا - تشكّل مادّة غنيّة للجغرافيين والمؤرخين، وكذلك علماء الاجتماع والاقتصاديّين ودارسي الأدب وغيرهم.
ومن فوائد أدب الرحلات، القيمة التعليميّة التي يختزنها، فهي - كتب الرحلات - تثقّف القارئ وتثري فكره ومعلوماته عن منطقة مّا أو مجتمع مّا، وذلك حين تصوّر ملامح حضارة المنطقة في عصر محدّد، حضارةً تكوّن مصدر ثقافة ذلك المجتمع.
وبالرغم من وسائل البحث والتدوين الحديثة في قراءة وكتابة التاريخ