190أضف إلى ذلك، إنّ هناك خلافاً في صياغة الخبر، بحيث يتغيّر معناه تغييراً جذرياً، حيث روى الحميدي بإسناده عن حذيفة أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال: «اقتدوا باللذين بعدي أبوبكر وعمر. .» 1.
وروى نحوه ابن عساكر في تاريخه 2.
فبناءاً على رواية الرفع لا يتمّ الاستدلال أيضاً، ولأجل ذلك قال الشيخ الصدوق: إنهم لم يرووا أنّ النّبي صلى الله عليه و آله قال: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، وإنما رووا: أبو بكر وعمر، ومنهم من روى: أبا بكر وعمر، فلو كانت الرواية صحيحة لكان معنى قوله بالنصب: اقتدوا باللذين من بعدي كتاب اللّٰه والعترة يا أبا بكر وعمر، ومعنى قوله بالرفع: اقتدوا أيها الناس أبو بكر وعمر باللذين من بعدي، كتاب اللّٰه والعترة 3.
هذا، وقد ظهرت الخدشة في الخبر على جميع القراءات، سنداً ودلالة.
3. التمسك بحديث: «من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله»
قال في سبل السلام:
«. . وهو نحو ما روي عن أبي مسعود، عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: «من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله» أخرجه مسلم 4، دلّ الحديث على أنّ الدلالة على الخير يؤجر بها الدال عليه، وهو مثل حديث: «من سنّ سنة حسنة في الإسلام كان له أجرها وأجر من عمل بها» ، والدلالة تكون بالإشارة على الغير بفعل الخير، وعلى