188فمن أبناء الشام، وأجلاف محاربي أمير المؤمنين عليه السلام، المشتهرين بالنصب والعداوة له ولعترته، ولم يزل يتقرّب بني أمية بتوليد الأخبار الكاذبة في أبي بكر وعمر، والطعن في أمير المؤمنين عليه السلام، حتى قلّدوه القضاء، وكان يقبل فيه الرّشا، ويحكم بالجور والعدوان، وكان متجاهراً بالفجور والعبث بالنساء، فمن ذلك أن الوليد بن سريع خاصم أخته كلثم بنت سريع إليه في أموال وعقار، وكانت كلثم من أحسن نساء وقتها وأجملهنّ فأعجبته، فوجه القضاء على أخيها تقرّباً إليها، وطمعاً فيها، فظهر ذلك عليه واستفاض عنه 1. .
وأما روايته عن حفصة بنت عمر بن الخطاب فهي من البرهان على فساده، ووجوب سقوطه في الحجاج، لأنّ حفصة متهمة فيما ترويه من فضل أبيها وصاحبه، ومعروفة بعداوتها لأمير المؤمنين عليه السلام وتظاهرها ببغضه وسبّه والإغراء به، والانحطاط في هوى أختها عائشة بنت أبي بكر في حربه والتألّب عليه، ثم لاجترارها بما يتضمّنه أفضل وجوه النفع إليهما به» 2.
و قال الشيخ الطوسي: «قوله:
اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، لا يصحّ الاحتجاج به، لأنه خبر واحد لا يوجب العلم، ومسألة الإمامة مسألة علمية لا يجوز الرجوع إلى مثله فيها، وأيضاً: فإنه مطعون على راويه، مذكور ذلك في الكتب، لأنه رواه عبد الملك بن عمير اللخمي كان فاسقاً جريّاً على اللّٰه، وهو الذي قتل عبد اللّٰه بن يقطر رسول الحسين بن علي عليه السلام إلى مسلم بن عقيل، حين رمى به إبن زياد من فوق القصر وبه رمق، فأجهز عليه، فلمّا عوتب على ذلك قال: إنّما أردت أن أريحه، إستهزاءً بالقتل وقلة مبالاة، وكان يتولّى القضاء لبني أمية، وكان مروانياً شديد النصب والانحراف عن أهل البيت عليهم السلام، ومن هذه صورته لا تقبل روايته. .» 3.
و ناقش الشهيد نور اللّٰه