175وقال العلّامة السّيّد عبد الحسين شرف الدّين العاملي:
«كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقيم ليالي رمضان بأداء سننها في غير جماعة، وكان يحضّ على قيامها، فكان النّاس يقيمونها على نحو ما رأوه صلى الله عليه و آله يقيمها. وهكذا كان الأمر على عهد أبي بكر حتّى مضى لسبيله سنة ثلاثة عشر للهجرة، وقام بالأمر بعده عمر بن الخطّاب، فصام شهر رمضان من تلك السّنة لا يغيّر من قيام الشّهر شيئاً، فلمّا كان شهر رمضان سنة أربع عشرة أتى المسجد ومعه بعض أصحابه، فرأى النّاس يقيمون النّوافل وهم ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد وقاريء ومسبّح ومحرم بالتّكبير ومحلّ بالتّسليم في مظهر لم يرقه، ورأىٰ من واجبه إصلاحه! فسنّ لهم التّراويح أوائل اللّيل من الشّهر، وجمع النّاس عليها حكماً مبرماً، وكتب بذلك إلى البلدان، ونصب للنّاس في المدينة إمامين يصلّيان بهم التّراويح، إماماً للرّجال، وإماماً للنّساء، وهذا كلّه أخبار متواترة» 1.
و من الظّريف أنّ عبد اللّٰه بن عمر، ابن الخليفة رفض أن يحضرها جماعة! وردع غيره أيضاً! كما يأتي، وأهمّ من ذلك أنّ التّاريخ لم يسجّل لنا أنّ الخليفة صلّاها بنفسه جماعة، أو حضرها مأموماً!
قال عليّ بن يونس العاملي: إنّه -أي الخليفة عمر -أبدع التّراويح جماعة في شهر رمضان، وقال: نعمت البدعة، وقد قال النّبي صلى الله عليه و آله: «كلّ بدعة ضلالة» ، فكأنّه قال: نعمت الضّلالة! وقد امتنع النّبي صلى الله عليه و آله من أن يكون إماماً في نافلة رمضان، كما أخرجه الحميدي في الجمع بين الصّحيحين، ورووا عن عائشة أنّ النّبي صلى الله عليه و آله أوّل من صلاها، وإنّما تركها لئلا يظنّوا وجوبها. قلنا: لو كان كذلك لأسنده عمر