165قال السّيّد المرتضى:
«فأمّا ادّعاؤه -يعني قاضي القضاة -أنّ قيام شهر رمضان كان في أيّام الرّسول صلى الله عليه و آله ثمّ تركه فمغالطة منه، لأنّا لا ننكر قيام شهر رمضان بالنّوافل على سبيل الانفراد، وإنّما أنكرنا الاجتماع على ذلك، فإن ادّعى
أنّ الرّسول صلى الله عليه و آله صلاها جماعة في أيّامه فإنّها مكابرة، ما أقدم عليها أحد، ولو كان كذلك ما قال عمر: إنّها بدعة، وإن أراد غير ذلك فهو ممّا لا ينفعه، لأنّ الذي أنكرناه غيره» 1.
وقال أبو الصلاح الحلبي:
«انه عليه السلام لم يجمع بهم منذ بعث وإلى أن قبض في صلاة نافلة، ولو كان الجمع شائعاً وفيه مصلحة لفعله أو نصّ عليه» 2.
نعم، هناك بعض الأحاديث ربما يمكن لهم أن يستندوا إليها، ولكنها غير وافية بالمراد وقابلة للنقاش، وهي:
1. روى البخاري عن يحيى بن بكير، عن اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أنّ رسول اللّٰه خرج ليلةً في جوف اللّيل، فصلّى في المسجد، وصلّى رجال بصلاته، فأصبح النّاس فتحدّثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلّوا معه، فأصبح النّاس فتحدّثوا فكثر أهل المسجد من اللّيلة الثّالثة، فخرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فصلّى، فصلّوا بصلاته، فلمّا كانت اللّيلة الرّابعة عجز المسجد عن أهله، حتّى خرج لصلاة الصّبح، فلمّا قضى الفجر أقبل على النّاس فتشهّد، ثم قال: «أمّا بعد، فإنّه