100الأرض ومُدنها أجمل ما بقي من آثار، وأرقى ألوان العمارة الخاصّة بالمساجد، ممّا جعلها أبهى ما تتميّز به تلك المُدن.
لكن، وعلى الرّغم ممّا قيل، تتمتّع المساجد التأريخية والعتيقة في المدينة المنورة بمنزلة خاصّة ومكانة متميّزة، ذلك أنّها تحكي خواطر ماضٍ عتيد وحوادث جمة، إضافة إلى كونها شاهداً قائماً وشامخاً على حضور رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فيها، وإقامته الصلاة بين حنانيها، وتلاوته للأدعية في كلّ ركن وزاوية منها، ممّا قد يُساعدنا على ممارسة فَهمٍ أفضل لبعض الآيات الكريمة وجملة من الأحاديث المهمّة، ناهيك عن أنّها تشير إلى جانب حسّاس من جوانب التأريخ في عصر الرّسالة الُمحمّدية الغرّاء.
تتمتّع أماكن عبادة اللّٰه تعالى في جميع بقاع الأرض ولدى جميع المذاهب والأديان باحترام كبير وقدسيّة خاصّة
ولا شكّ في أنّ كلّ تلك العوامل كانت حافزاً قوياً لعموم المسلمين وخاصّة المؤرّخين والُمختصين بتاريخ المدينة بالذات عَبر القرون الأربعة عشر الماضية.
أقول: كانت حافزاً قوياً لهم لسرد تاريخ تلك المساجد ودراسته، والحفاظ على حدودها وتعيين صفاتها والإشارة إلى مواصفاتها، وكذلك تسجيل الوقائع والأحداث التي تتعلق بها، ثمّ قاموا بنَقل كلّ ذلك إلى الأجيال التي تَلتهم باعتباره من أجمل خواطرهم، وأزهى ما عُرِف من ثنايا تاريخهم. فلا عَجب إذن إذا ما لاحظنا أنّ الكتب المُؤلّفة في القرون الماضية أو حتى تلك التي يتمّ تأليفها في الوقت الحاضر، والتي تخصّ تاريخ المدينة المنورة، قد ركّزت في جانب كبير منها على التعريف بتلك المساجد، بل وقد قامَ العديد من المؤلّفين بتصنيف كتاب كامل يتناول كلّ ما يتعلّق بالمساجد الآنفة الذّكر.
ومن أبرز ما ألّف في هذا المضمار: