58فإنّ التعبير بحيطان - كوصفٍ للجمرات - واضح الدلالة على أنّها لم تكن أرضاً أو مجرّد مجتمعٍ للحصى، إذ الحائط من حَوَط وهي كلمة تعني الجدار 1.
وقد يناقش: أوّلاً: إنّ الرواية ضعيفة سنداً 2، فعلاوة على أنّ سندها في الاستبصار: جعفر عن أبي غسّان عن حميد بن مسعود، وفي الوافي عن أبي جعفر عن ابن أبي غسان حميد بن مسعود، وفي الوسائل عن جعفر عن أبي غسّان حميد بن مسعود، وفي التهذيب: ابن أبي غسّان عن حميد. . . أنّ ابن مسعود نفسه مجهول فهي ساقطةٌ سنداً.
ويجاب: 1 - إنّ الرواية اعتمد عليها الأصحاب دون نقاش بمخالفتها للواقع، علاوة على عدم الداعي إلى وضعها 3.
وفيه: إنّ عمل الأصحاب بها لا يجبر سندها على تقديره إلّافي حالات ليست هذه منها لاحتمال فهمهم من الحيطان ما سيأتي، أو لقولهم بالتبعيض في حجّية السند فأخذوا بأجزائها وتجاهلوا هذا الجزء، ولا يُحرز أخذهم بهذا الجزء عينه، ودواعي الوضع موجودة، إذ اشتراط الطهارة وعدم اشتراطها مسألة خلافيّة بين الفقهاء أو لا أقلّ محلّ بحث، فلعلّها كانت كذلك زمن المتشرّعة المعاصرين، وأمّا لو قُصِدَ عدم الوضع و. . . بلحاظ وصف الحيطان فقط فسوف يأتي حاله.
2 - إنّ الرواية على تقدير وضعها تكشف عن أنّ الجمرات كانت كذلك،