35
مِنَ الْفَقْرِ و مِنْ تَشَتُّتِ الْأَمْرِ، و مِنْ شَرِّ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ و النَّهَارِ، أَمْسَى ظُلْمِي مُسْتَجِيراً بِعَفْوِكَ، و أَمْسَى خَوْفِي مُسْتَجِيراً بِأَمَانِكَ، و أَمْسَى ذُلِّي مُسْتَجِيراً بِعِزِّكَ، وَ أَمْسَى وَجْهِيَ الْفَانِي مُسْتَجِيراً بِوَجْهِكَ الْبَاقِي، يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، و يَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى، جَلِّلْنِي بِرَحْمَتِكَ، و أَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ، و اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ جَمِيعِ خَلْقِكَ» .
قال عليه السلام: وسمعت أبي يقول: «يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ و يَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَى، وَيَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ» ثمَّ سل حاجتك 1.
الدعاء عند الإفاضة من عرفات
1 - عليُّ بن إبراهيم عن أبيه، ومحمَّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بنعمَّارٍ قال: قال أبو عبد اللّٰه عليه السلام: إنَّ المشركين كانوا يفيضون من قبل أن تغيب الشَّمس، فخالفهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فأفاض بعد غروب الشَّمس، قال وقال أبو عبد اللّٰه عليه السلام: إذا غربت الشَّمس، فأفض مع النَّاس، وعليك السَّكينة والوقار، وأفض بالاستغفار، فإنَّ اللّٰه عزَّ وجلَّ يقول: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفٰاضَ النّٰاسُ و اسْتَغْفِرُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فإذا انتهيت إلى الكثيب الْأحْمر عنْ يمين الطَّريق، فقل: «أَللّٰهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي، و زِدْ فِي عِلْمِي، و سَلِّمْ لِي دِينِي، و تَقَبَّلْ مَنَاسِكِي» وإيَّاك والوجيف الَّذي يصنعه النَّاس، فإنَّ رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله قال:
أيُّها النَّاس إنَّ الحجَّ ليس بوجيف الخيل ولا إيضاع الْإبل، ولكن اتَّقوا اللّٰه وسيروا سيْراً جميلاً لا توطئوا ضعيفاً ولاتوطئوا مسلماً، وتوأَّدوا واقتصدوا في السَّير، فإنَّ رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله كان يكفُّ ناقته حتَّى يصيب رأسها مقدَّم الرَّحل، ويقول: أيُّها النَّاس عليكم بالدَّعة، فسنَّة رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله تتَّبع، قال معاوية: وسمعت أباعبداللّٰه عليه السلام يقول: «أَللّٰهُمَّ أَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ» وكرَّرها حتَّى أفاض، فقلت: أ لا تفيض فقد أفاض النَّاس؟ فقال: إنِّي أخاف الزِّحام، وأخاف