19كيد الشياطين وآثام النفس الأمارة بالسوء، أضف إلى كلّ ذلك أنّ الأنبياء والأئمة عليهم السلام كانوا عالمين بضعفنا النفساني، ولذا أرادوا أن يوقظونا من نوم الغفلة، فهيّئوا لنا أدعية طيبة ذات معانٍ كبيرة، فعلينا أن نحفظ هذه الوديعة الثمينة حفظاً تامّاً، ونسعى للارتباط الدائم معها.
ولكن هنا نكتة يجب مراعاتها، وهي أن لا ندع الأدعية على حالها وننساها حتى إذا هجمت المصيبة والأحزان علينا، لذنا بها، بل علينا أن نداوم قراءتها والأنس بها، وإلاّ إذا تركناها في أماكنها، ولا نعود إليها إلاّ إذا حلّت بنا مصيبة أو بليّة، فإنّ هذا عمل غير جيّد وطلب لايفيد، فلابدّ لنا من أن نبقى على علاقة وثيقة بها، نستمدّ منها الثبات و الخير فكلّها دروس نافعة في دنيانا وآخرتنا. . .
والآن لنجلس في محضر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ونستمع الى فضائل الأدعية وأهميتها، وكيفيةالدعاء من خلال كلماتهم الطيبة و أدعيتهم العظيمة، ثمّ ننقللكمما ورد من الأدعية في الحج والعمرة، التي اقتبسناها من الكتب المعتبرة.
قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله:
«مٰا مِنْ شَيْءٍ أَكْرَمُ عَلىَ اللّٰه تَعٰالىٰ مِنَ الدُّعٰاءِ» .
: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلىٰ سِلاحٍ يُنْجيٖكُمْ مِنْ أَعْدٰائِكُمْ، ويَدُرُّ أَرْزٰاقَكُمْ؟ . قٰالُوا: بَلىٰ يٰا رَسُولَ اللّٰهِ. قٰالَ: تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهٰارِ، فَإِنَّ سِلاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعٰاءُ» .
: «مٰا مِنْ مُسْلِمٍ دَعَا اللّٰهَ تَعٰالىٰ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فيٖهٰا قَطيٖعَةُ رَحِمٍ ولاَ اسْتِجْلابُ إِثْمٍ، إِلاّٰ أَعْطٰاهُ اللّٰهُ تَعٰالىٰ بِهٰا إِحْدىٰ خِصٰالٍ ثَلاثٍ: إِمّٰا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ الدَّعْوَةُ، وإِمّٰا أَنْ يَدَّخِرَهٰا لَهُ فيِ الْاٰخِرَةِ، وإِمّٰا أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ مِثْلَهٰا مِنَ السُّوءِ» .
قال الإمام الحسين بن علي عليه السلام: «كٰانَ رَسُولُ اللّٰهِ صلى الله عليه و آله يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا ابْتَهَلَ، ودَعٰا كَمٰا يَسْتَطْعِمُ الْمِسْكيٖنُ» .
قال أبو عبداللّٰه الصادق عليه السلام: «اَلدُّعٰاءُ كَهْفُ الْإِجٰابَةِ، كَمٰا أَنَّ السَّحٰابَ كَهْفُ الْمَطَرِ» .